قام وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلّوخ، ممثلاً لرئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي لـ"الإسكوا" بدر الدفع، بافتتاح أعمال الاجتماع الثالث للجنة الفنية لـ"الإسكوا" في 21 تموز/يوليو في مقرها في بيروت، وهو الاجتماع المكرّس لمناقشة الأزمة المالية والأمن الغذائي وتغير المناخ ومواضيع أخرى.
وفي الجلسة الافتتاحية التي خصصت ايضاً لإطلاق الاحتفالات بالذكرى السنوية الـ35 لتأسيس "الإسكوا"، قال الدفع إنّ هذه الذكرى هي إعلان نعبّر فيه عن "تمسكنا برسالة هذه اللجنة وبكونها ملتقى للتعاون الإنمائي في زمن النزاعات. كما نريدها تكريساً للحوار في زمن العنف، والتزاما بالحفاظ على الخصوصية في قلب العولمة". وشدد الدفع على الإنجازات التي حقّقتها "الإسكوا" ومن أهمها التغلب على التحديات التي واجهتها، ومنها تنقّلها المتكرر بين عواصم متعددة نتيجة الحروب والصراعات.
وشكر الدفع الرئيس سليمان على رعايته للاجتماع ودعمه المستمر للجنة الإقليمية والموقع الفريد الذي تشغله في المنطقة.
وأثنى الوزير صلوخ بدوره على "ما بذلته وتبذله الإسكوا منذ تأسيسها في عام 1973 من جهود كثيفة ومتنوعة بهدف تحفيز عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في غربي آسيا"، لافتاً إلى "الدور الحيوي الذي اضطلعت به منذ ولادتها وقدرتها على تجاوز الظروف الإقليمية الصعبة التي واكبت انطلاقتها من بيروت، حيث صمدت حتى تهجيرها القسري منها عام 1982 إلى بغداد بفعل الاجتياح الإسرائيلي والتي غادرتها عام 1991 إلى عمّان قبل أن تعود لتستقر في مدينتها الأم بيروت عام 1997". فالتّقلبات السياسية والتوترات الأمنية لم تحبط من عزيمتها بل جعلتها تقترب أكثر من قضايا منطقتنا العربية وتزداد تحسسا لمعاناة شعوبها.
وقال صلوخ إن "الإسكوا تشكل عاملا إضافيا نحو تعزيز العمل العربي المشترك"، مشيرا إلى أنّ هاجس الفعالية والمرونة في مواكبة المستجدات الذي يحكم عملها دفع بلجنتها الوزارية المنعقدة في بيروت عام 2006 إلى إنشاء اللجنة الفنية التي اختارت لدورتها الحالية مواضيع طارئة مثل الأزمة المالية والأمن الغذائي والتبدل المناخي وتأثيراته.
كما أعلن الوزير صلّوخ ترشيح لبنان للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن للفترة 2010 - 2011 ممثلة المجموعة العربية، قائلاً: "نأمل أن نوفق في حمل قضايا منطقتنا وفي التعبير عن هواجس شعوبنا، خدمة لاستقرار وازدهار دولنا ولقضية السلام العادل والشامل".
أمّا وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي في اليمن، محمد أحمد الحاوري، الذي ألقى كلمة في الافتتاح بصفته رئيس الدورة الحالية للجنة الفنية، فأشاد بالدور الكبير الذي أدّته وتؤديه "الإسكوا" في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدانها، واليمن بصورة خاصة، حيث مثلت شريكا فاعلا في العديد من البرامج والمشاريع الرامية إلى تعزيز جوانب التنمية الإنسانية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي".
وكان الأمين التنفيذي بدر الدفع قد زار ضريح الرئيس الراحل رفيق الحريري، تحية له على إعادة "الإسكوا" إلى مقرّها الرسمي والدائم بيروت.
وفي ختام مراسم افتتاح أعمال اللجنة الفنية أقيم حفل موسيقي شرقي متميّز، تبعه حفل استقبال للضيوف والموظفين.