حمل المنتدى، المنعقد برعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة سنويًا لمتابعة التقدم الذي حققه العالم في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة، عنوان "تمكين الناس وضمان الشمول والمساواة" وعقد في نيويورك من 9 إلى 18 تموز/يوليو وشارك فيه مئات من كبار المسؤولين وصانعي القرار من 47 دولة.
وترأست وفد الإسكوا الأمينة التنفيذية الدكتورة رولا دشتي فيما قدّمت ستّة بلدان عربية، من بينها خمس دول أعضاء، تقاريرها الوطنية الطوعية فعرضت تونس والجزائر والعراق وسلطنة عمان والكويت وموريتانيا تجاربها وقصص النجاح والدروس التي استخلصتها في سياق جهودها لتحقيق أهداف التنمية.
اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي
في ختام المنتدى، وفي اليوم الأخير من اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي الرفيع المستوى سلّطت دشتي الضوء على اتجاهين عامين يؤثران على تنفيذ خطة 2030. وقالت: "الأول، هو خطر فقدان الالتزام والمثابرة والتفاني والتصميم لتحقيق أجندة 2030".
وأضافت: "يتمثل الاتجاه الثاني بتصاعد النزاعات أي النزاع الاجتماعي الناتج عن غياب العدالة الاجتماعية والنزاع الاقتصادي الناشئ عن اللامساواة والفجوة التكنولوجية، الحرمان الاقتصادي، النزاع السياسي الناجم عن غياب الحوكمة والحرية المقيدة، حقوق المواطنين المنقوصة والأهم النزاع البيئي الناتج عن تلوث الهواء وسوء استعمال الأراضي والمياه وسوء إدارتها. وفي الختام، هناك النزاع العالمي الناجم عن تقويض العمل المشترك والمتعدد الأطراف ومحاربته.
رسائل المنتدى العربي للتنمية المستدامة
قدّم الوفد العراقي ممثلاً بوزير التخطيط نوري الدليمي بصفته رئيس المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2019 تقرير المنطقة العربية والتوصيات التي خرج بها في نيسان/أبريل الماضي وخصوصًا أولويات المنطقة لتمكين الناس وضمان الشمول والمساواة.
وقد ركّز المنتدى السياسي الرفيع المستوى هذا العام على أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالتعليم الجيد والنمو الاقتصادي والحد من أوجه عدم المساواة والعمل المناخي وتشجيع وجود المجتمعات السلمية الشاملة للجميع إضافة إلى تقوية الشراكات.
وقد شارك وفد الإسكوا في العديد من الجلسات والاجتماعات الجانبية إضافة إلى عدد من الاجتماعات الثنائية.
العمل المناخي
وفي جلسة عامة حول العمل المناخي، تناولت الدكتورة دشتي مسألة الضرر الذي يلحق بالدول العربية نتيجة التغير المناخي على صعيد التنمية الاجتماعية والاقتصادية والمستدامة. وقالت إنّ التخفيف من الضرر مهم ولكن التكيف مع آثاره يشكّل أولوية بالنسبة للدول النامية وخصوصًا البلدان الأقل نموًا التي حصلت على 2% فقط من التدفقات المالية للمنطقة العربية المتعلقة بالمناخ.
وأضافت دشتي أنّ الحلول الإقليمية ضرورية لتسريع العمل المناخي وفق الأولويات الوطنية بما في ذلك من خلال المركز العربي لسياسات تغير المناخ الذي أنشئ في الإسكوا على يد الدول الأعضاء، ودعت الدول المتطورة والنامية على السواء إلى رفع مستوى طموحها والوفاء لالتزاماتها بالنسبة للعمل المناخي.
وقالت: "إن شحّ المياه وغياب الأمن الغذائي يهددان حياة أطفالنا ومستقبلهم، خصوصًا في البلدان المتأثرة بالنزاعات. علينا أن نمنحهم الأمل والحرص على ألاّ تقوم أجندة 2030 واتفاق باريس بإهمال أحد".
رسائل من شباب عرب
وفي كلمة ألقتها خلال مأدبة غذاء وزارية حول ترجمة خطة التنمية المستدامة لعام 2030 إلى وقائق تنموية وطنية، أوصلت الأمينة التنفيذية أربع رسائل من شباب عرب: "يقول ركان، قريبي من الكويت: أستحق العيش بسلام. ومنار، فتاة يمنية في الخامسة عشر من عمرها، تقول: "لا أريد الذهاب إلى مدرستي وأنا جائعة أو أن أجبر على الزواج!"
وأضافت: "مازن، من غزة، يؤدي فروضه المنزلية يوميًا على ضوء الشمعة، بعث برسالة إلى الوزير المعني واعدًا: إذا أمّنت لي الكهرباء في منزلي، سأحصل على علامات أفضل! وهذا ما حصل! ومن لبنان، تقول سما: لا أريد أن أترك عائلتي وبلدي لأجد وظيفة محترمة!"
وختمت دشتي قائلة: "هذه هي المنطقة التي نعيش ونعمل فيها، مليئة بالطموحات وفريق الإسكوا يعمل بشغف من أجل حياة مزدهرة وكريمة، لئلاّ يهمَل أحد".
الطاقة
وفي اجتماع حول الترابط بين الطاقة والأهداف العالمية الأخرى، تناولت مداخلة مديرة شعبة سياسات التنمية المستدامة في الإسكوا رلى مجدلاني وضع قطاع الطاقة في المنطقة العربية. وقالت إنّ الحصول على الطاقة في المنطقة مُتاح ولكنه يخفي وراءه عددًا من أوجه اللامساواة بين الدول وفي داخلها وإنه علينا وضع العدالة الاجتماعية نصب أعيننا لدى إثارة موضوع الطاقة. إلى ذلك، فإنّ الدول العربية مسؤولة فقط عن 5% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على الصعيد العالمي ولكنها تتحمل كلفة أكبر بكثير بسبب تأثرها بالتغير المناخي.
وأضافت مجدلاني أنّ المنطقة ملتزمة بجدّية بالطاقة المتجددة ولكنّها بحاجة للحفاظ على التوازن بين التخفيف من الأضرار والتكيف معها وأن تكون الطاقة النظيفة ضمن النقاش.
القطاع غير النظامي
وفي نقاش حول القطاع غير النظامي وخطة التنمية المستدامة، أشارت الأمينة التنفيذية د. رولا دشتي إلى أنّ هذا القطاع يمثل أكثر من 65% من اليد العاملة في منطقة الإسكوا، مسببًا المزيد من أوجه اللامساواة، ما يعني الحاجة إلى المزيد من الحلول الملائمة والشاملة لمواجهة هذه الظاهرة.
وحثّت الدكتورة دشتي الحكومات على التحلّي بذهنية جديدة وتوفير الحوافز المناسبة للعاملين في هذا القطاع لدعم نموّهم وقدرتهم على توليد الثروة.
منصة تعلّم أهداف التنمية المستدامة
وخلال إطلاق منصة التعلّم الخاصة بأهداف التنمية المستدامة بمبادرة من معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (UNITAR) وكلية موظفي منظومة الأمم المتحدة (UNSSC) وشركائهما، شددت دشتي على أهمية التعاون مع الإسكوا من أجل إعداد مواد تعليمية باللغة العربية خاصة بالمنطقة. وتقدّم المنصة مجموعة من الدروس المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة ومواد تعليمية في لغات متعددة.
وإضافة إلى المنتدى السياسي الرفيع المستوى، سيُعقد مؤتمر قمة القادة في نيويورك، برعاية الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 24-25 أيلول/سبتمبر 2019. وهي القمة الأممية الأولى حول أهداف التنمية المستدامة منذ اعتماد خطة التنمية المستدامة في أيلول/سبتمبر 2015.
****
لمزيد من المعلومات:السيدة رانيا حرب، مسؤولة إعلامية مساعدة: +96170008879 harb1@un.org
السيّدة مريم سليمان، مسؤولة إعلاميّة مساعدة: +9611978815،sleiman2@un.org