أخبار

22 شباط/فبراير 2012

الإسكوا ترى الربيع العربي تحديا معرفيا وعمليا اللجنة تطلق تقرير أهداف الألفية في زمن التحول

DSC_5469.JPG

قالت اليوم لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) إن الربيع العربي يشكل لمنظمات الأمم المتحدة تحديا معرفيا وعمليا لاتتهرب منه هذه المنظمات، بل وأنها بدأت بمراجعة مفهوم التنمية نفسه مستفيدة من دروس هذه التجربة. وقال نائب الأمينة التنفيذية للإسكوا نديم خوري إن الربيع العربي زاد من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الحكومات والمنظمات الدولية والشعوب من أجل بلورة طريقها الواضح نحو مشروع تنموي ونهضوي وطني وعربي. جاء ذلك خلال إطلاق الإسكوا تقرير "أهداف الألفية في زمن التحول: نحو تنمية تضمينية شاملة"، وذلك في حفل أقيم في الإدارة المركزية للجامعة اللبنانية في بيروت بحضور رئيس الجامعة عدنان السيد حسين، ومستشار وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني روجيه ملكي، والنائب اللبناني عبد اللطيف الزين، ومجموعة من أساتذة وطلاب معاهد الدراسات العليا في الجامعة. نظّمت الإسكوا حفل الإطلاق بالتعاون مع معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة. وفي بيان ألقاه نيابة عن وكيلة أمين عام الأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا ريما خلف، قال خوري إنه لا يمكن الاكتفاء بقراءة الأرقام والإحصاءات لمعرفة نبض الناس واكتشاف الديناميات التي تمارس فعلها في عقولهم وقلوبهم، إذ هم الغاية والوسيلة لتحقيق التنمية. وأضاف أنه على هذا الأساس تضمّن التقرير أفكاراً جديدة لا تنحصر في نطاق متخصص ضيّق بقدر ما تخاطب الناس المعنيين بالتغيير أولاً وأخيراً. وقال مسؤول الإسكوا إن التقرير هو برنامج أولويات إنمائية عالمية للفترة الممتدة بين عامي 2000 و 2015 وإن اختيار الجامعة اللبنانية لإطلاقه أتى باعتبارها مكاناً لتطوير الشراكة بين الوسط الأكاديمي والأمم المتحدة. وأشار إلى أنه على امتداد العقد الماضي حققت البلدان العربية تقدما إنمائيا جزئيا وبنسب متفاوتة بين دولة وأخرى بحسب الموضوع، وأنه "إذا كنا نعيش في نظام معولم كما يؤكد الجميع، فهذا يعني أن المجتمع الدولي والنظام الاقتصادي العالمي شريكان أساسيان في النجاح أو الفشل على الصعيد العالمي كما على صعيد البلدان النامية" وفي كلمته، نوّه السيد حسين بالعمل الذي تقوم به الإسكوا لتساهم في العملية الإنمائية من خلال الدراسات التي تصدرها والتي باتت موثقة بكتب ومراجع يستعين بها طلاب الجامعات في أبحاثهم. وأضاف أن الجامعة اللبنانية استطاعت أن تواكب التقدم البحثي والعملي في هذا المجال، مشيراً إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الجامعة ومنظمات الأمم المتحدة. وقال رئيس الجامعة إن تحقيق التنمية وإيفاء تقرير الإسكوا حقه يحتاجان الى استقرار عام في المنطقة، والذي يتحقق عندما يعتمد صناع القرار على العلم في ممارستهم السياسة. وألقى الضوء على أهمية مفهوم المواطنة، داعياً الإسكوا إلى تنظيم مؤتمر علمي حوله لما له من ارتباط بعملية صنع القرار التي هي اليوم مبنية على أسس فئوية مهددة بالفشل. من ناحيته ألقى ملكي كلمة أشار فيها الى أنه بعد الربيع العربي أصبحنا نتكلّم عن مقاربة جديدة للتنمية أكثر شمولية بعدما كانت قبلاً ترتكز فقط على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. هذه المقاربة تشمل التحولات الديمغرافية وحركة الانتقال من الريف إلى المدينة وتأثيراتها على الاقتصاد الوطني والإقليمي والعالمي. ولفت إلى ضرورة القيام بمقارنة الأرقام التي يحتويها تقرير الإسكوا مع أرقام بلدان العالم الأخرى لقياس مدى التقدم أو التراجع على مستوى أوسع. وختم ملكي بيانه قائلا إن التقرير على مستوى عال من الأهمية ويمكن أن يشكل مرجعاً أساسياً يستعين به طلاب الجامعات والحكومات على صعيد السياسيين أو الإدارات التي يمكن أن تستفيد من المؤشرات لتحسين وتطوير المعلومات الموجودة لديها. بعد الكلمات الافتتاحية، عرض المستشار الإقليمي في الإسكوا عن الأهداف الإنمائية للألفية أديب نعمه أبرز ما تضمّنه التقرير والتحاليل والأرقام التي تناولها على صعيد هذه الأهداف. كما تكلّم عن الإشكاليات المطروحة حول قياس التقدّم والمؤشرات المستعملة والمعوّقات التي تقف في وجه تحقيق هذه الأهداف. كما أشار نعمه إلى المبادرة العربية التي تضمّنها التقرير في هذا السياق، والتي هي إطلاق برنامج إقليمي لدعم تحقيق هذه الأهداف في البلدان العربية الأقل نموا وفي فلسطين، باعتبار ذلك أولوية ومسؤولية إقليمية. ناقش بعد ذلك كل من أستاذ التنمية في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية علي الموسوي الفصل الخاص بالسياسات الاجتماعية، والنقيب المؤسس للصناعات الغذائية في لبنان عاطف إدريس الفصل الخاص بالسياسات الاقتصادية.
arrow-up icon
تقييم