الإسكوا ترعى برنامجاً تلفزيونياً متخصصاً لتمكين المرأة
Woman in economy.jpg
"كلما نجحنا في تمكين المرأة العربية، أحرزنا تقدماً كبيراً نحو التنمية البشرية المستدامة"
بهذه الكلمات، قدّم الأمين التنفيذي للإسكوا بدر الدفع الرؤية التي تسعى اللجنة إلى تطبيقها في المنطقة من خلال البرامج والنشاطات التي تُعنى بالمرأة، والتي توسّعت مؤخراً لتشمل رعايتها لبرنامج تلفزيوني على قناة المرأة العربية يحمل اسم "المرأة في الاقتصاد"، تعدّه وتقدّمه الإعلامية غادة بلوط زيتون.
ويُعتبر البرنامج أول سلسلة توثيقية لرائدات على مستوى العالم العربي. وقد رعى إطلاقه أيضاً رئيسة اللجنة العليا له رندة بري، والأمناء العامون للهيئات الراعية له، ووزير الشباب والرياضة علي العبد الله.
وأشار الدفع في حفل الإطلاق إلى أن "مشاركة الإسكوا في برنامج المرأة في الاقتصاد هو تعبير صريح عن الدور الذي نريد أن تضطلع به المرأة بهدف تنمية المجتمع بكافة فئاته. فكلما نجحنا في تمكين المرأة العربية، أحرزنا تقدماً كبيراً نحو التنمية البشرية المستدامة". وأكد "أن مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية تشكل محوراً هاماً للأمم المتحدة يبرز في الأحداث العالمية المتتالية واللافتة التي دعت إليها المنظمة الدولية، بدءاً بقمة بيجين (1995) مروراً بقمة الألفية (2000)، والمؤتمر الدولي لتمويل التنمية (2002) إلى القمة العالمية في عام 2005 التي أعاد من خلالها زعماء العالم تأكيدهم على القيام بخطوات بارزة في إيجاد حلول لمعضلات شائكة كالسلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان والإرهاب والبيئة والصحة وغيرها من القضايا الملحة".
وعدّد الدفع بعض النقاط التي تعيق مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية ومنها محدودية سبل حصول المرأة إلى الأرض والملكية والقروض الميسرة؛ وعدم ربط تعليم المرأة باحتياجات السوق، أي عدم التخصص مثلا في المجالات التي يتطلبها السوق مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ولفت إلى أن الدورة الرابعة للجنة المرأة في الاسكوا قد اعتمدت مؤخراً قراراً يتضمن مشروع إنشاء مرصد للمرأة العربية وأجهزة للإنذار المبكر لمتابعة وتحليل الظواهر الاجتماعية الخاصة بوضع المرأة، بحيث يمكن تدارك المشاكل المجتمعية قبل تفاقمها. وتدرس اللجنة حالياً إمكانية استضافة لبنان لهذا المرصد بالتعاون مع مؤسسات حكومية وغير حكومية معنية. وتركّز الإسكوا بشكل رئيسي على موضوع تعزيز المشاركة الاقتصادية للمرأة في الدول العربية. كما تسعى اللجنة إلى تغيير الصورة النمطية التي يقدمها الإعلام عن المرأة العربية. وهي تولي في برامجها أهمية خاصة للنساء اللواتي يعشن في مناطق النزاعات والصراعات المسلحة كالعراق ولبنان وفلسطين واليمن والسودان.
وتحدثت بري بدورها عن الملفات التي يتضمنها برنامج "المرأة في الاقتصاد" وعن أهميته والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها كالتركيز على عملية التكامل، والتأسيس لملتقى اقتصادي سنوي يتناول مشاكل وقضايا المرأة كقوة اقتصادية وسياسية.
وأضافت "إن إطلاق البرنامج نابع من قناعة بحيوية دور المرأة في مواجهة تحديات التنمية على كافة المستويات وتفعيل دورها في النشاط الاقتصادي والاجتماعي، ومن استثمار الطاقات البشرية الهائلة الموجودة في مجتمعاتنا سواء كانت إناثاً أم ذكوراً، ومن التأكيد أن درجة مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي والاجتماعي تُعتبر أحد أهم المعايير المستخدمة لقياس مدى تقدم المجتمعات وتطورها خاصة في إطار الاهتمام بالتنمية البشرية المستدامة التي تقوم أساساً على تنمية قدرات الأفراد إلى أقصى حد ممكن".
وبدوره، شدّد الوزير العبد الله على "دور الإعلام وتأثيره في تفعيل دور المرأة في المجال الاقتصادي"، مشيراً أن "الإعلام تخطى دوره التقليدي، بل وتخطى مفهوم السلطة الرابعة، ليكون مؤثراً في عمل السلطات كافة، بحيث يصبح من يسيطر على المؤسسات الإعلامية قابضاً على السلطة، وأكثر على الرأي العام بشكل كبير. لذلك أصبح للإعلام دورٌ في التوجيه والتفعيل، وفي كافة المجالات".
حضر الاحتفال حشد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وناشطات في مجال حقوق المرأة وإعلاميون وممثلون عن الأمم المتحدة ورؤساء غرف التجارة والصناعة والزراعة وشخصيات من المجتمع المدني.