بيانات صحفية

20 شباط/فبراير 2015

بيروت

الإسكوا تحيي اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية

اعتبرت اليوم الدكتورة ريما خلف، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا، أن تحقيق العدالة الإجتماعية ومبادئها من مساواة، وإنصاف، ومشاركة، هو هدفٌ سامٍ تنشده شعوب العالم كلها، يكرسه القانون، وتسعى الأمم المتحدة جاهدةً إلى توفير مقوّماته. وأضافت "وقد رأينا بالأمس القريب ما صنع الشباب والشيوخ والرجال والنساء بحكام ظلموهم وعسفوا بهم عقوداً، حين توافدوا إلى الميادين وساحات التحرير التي صدَقَتْ أسماؤها في لحظة من التاريخ تمر ولا تمر، تنتهي ولا تنتهي". كلام خلف جاء في الاحتفال الذي أقامته الإسكوا إحياءً لليوم العالمي للعدالة الاجتماعية في بيت الأمم المتحدة، بيروت، والذي شارك فيه وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس، والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، والمدير التنفيذي لشبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية زياد عبد الصمد. كما شاركت في الاحتفال الفنانة كارول سماحة بكلمة وبأداء أغنية "الشرق العظيم". حشدٌ من المهتمين ومن الشخصيات السياسية والدبلوماسية ومن الوجوه المتخصصة بالشؤون الاجتماعية وشخصيات ثقافية وإعلامية كان يستمع إلى المتكلّمين وإلى الأمينة التنفيذية للإسكوا التي قالت أيضاً: "الإسكوا تضع العدالة الاجتماعية في طليعة اهتماماتها وأولوياتها. ولها في تراث الإنسانية وتراث أمتنا وثقافتها ملهم وأساس لصون ما تنشده الشعوب من حريات وقيم ومبادئ. وقد جعلت الإسكوا من موضوع العدالة الاجتماعية محوراً أساسياً للنقاش في دورتها الوزارية الثامنة والعشرين التي عقدت في صيف 2014 في تونس. وصدر عن هذه الدورة الوزارية "إعلان تونس" الذي يحمل رؤية عربية مشتركة لتحقيق العدالة الاجتماعية والتزاماً جدياً بتذليل العقبات التي تحول دون ذلك". رسالة بان وقد استهلّ الاحتفال بتقديم للإعلامي زاهي وهبه ومن ثمّ استمع الحضور إلى رسالة الأمين العام للأمم المتحدة التي تلتها السيدة كاغ والتي جاء فيها: " يأتي اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية في منعطف حاسم بالنسبة للناس ولكوكبنا. ففي جميع أنحاء العالم، يتعالى النداء من أجل تأمين حياة كريمة للجميع، في ظل المساواة في الحقوق واحترام تنوع أصوات شعوب العالم. وفي صميم هذه الحركة، تكمن ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية. وأضاف أن الاحتفال "يركز الاحتفال هذا العام على آفة الاتجار بالبشر، ومحنة ما يقرب من 21 مليونا من النساء والرجال والأطفال الذين يعانون من مختلف أشكال العبودية الحديثة. وإن الصكوك الجديدة، مثل بروتوكول منظمة العمل الدولية وتوصيتها بشأن العمل القسري والاتجار بالبشر، تساعد على تعزيز الجهود العالمية الرامية إلى معاقبة الجناة ووضع حد للإفلات من العقاب... دعونا نسعى جاهدين إلى بناء عالم تسوده العدالة الاجتماعية، حيث يمكن لجميع الناس أن يعيشوا ويعملوا بحرية وبكرامة وعلى قدم المساواة". كلمة كاغ وبعد رسالة الأمين العام، قالت كاغ أيضاً إن العدالة الاجتماعية تمتّ بالصلة إلى الناس ما يعني عائلة لبنانية تكافح من أجل تأمين لقمة العيش؛ شابات وشبان يسعون إلى تأمين وظائف تحاكي قدراتهم؛ نساء يواجهن عقبات مفروضة عليهن من الآخرين؛ عمّال يفتشون عن الكرامة في مكان عملهم؛ ونازحون يصارعون من أجل البقاء في الطقس البارد. وأضافت أن العدالة الاجتماعية تعني الحقوق للجميع والحريات والفرص المتساوية للجميع والحماية للفئات الأضعف، وأن العدالة الاجتماعية تأتي من خلال عقد اجتماعي متّفق عليه بين الناس والدولة. عبد الصمد من ناحيته، قال عبد الصمد إنه "لم يعد يكفي الحديث عن تحقيق العدالة من خلال التوزيع العادل لمدخل وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين لا بل لا بد من العودة إلى المقاربات الحقوقية الشاملة والى النماذج التنموية والاقتصادية التضمينية التي تساهم في تنمية القدرات الإنتاجية وتعزز المنافسة العادلة، كما تساهم بإنتاج الدخل ورفع مستوى المعيشة وفي دمج أكبر عدد من المواطنين وأسرهم خاصة من هم في سن العمل، ومختلف الفئات الاجتماعية لاسيما المرأة والشباب والفئات المهمشة الأخرى بما في ذلك ذوي الاحتياجات الإضافية". وأشار إلى أن المطلوب هو نموذج تنموي جديد يكون تضمينياً ويؤدي إلى تعزيز القدرات الإنتاجية والمنافسة والقدرة على إنتاج الدخل من خلال توسيع الخيارات وتوفير فرص العمل اللائق، وتطبيق آليات التوزيع العادل للدخل من خلال سياسات ضريبية عادلة تمنع التمييز بين المواطنين والفئات الاجتماعية واعتماد سياسة للأجور تساهم في تحقيق العدالة بين المواطنين ومختلف الفئات الاجتماعية، وتوفير الحماية الاجتماعية والضمان الاجتماعي والصحي والخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والسكن والتنقل والسلع الأساسية لاسيما الغذاء. والمطلوب أخيراً ضمان العدالة بين الأجيال لاسيما الاستدامة البيئية". الوزير درباس الكلمة الختامية كانت للوزير درباس الذي تساءل: " هل العدالة الاجتماعية تعني أن يتذابح العراقيون والمجتمع الدولي يلعب دور الوسيط؟ وهل العدالة أن يبقى الفلسطينيون مشردين والمجتمع غير قادر على الحل؟ وهل من العدالة أن يكون متوسط الدخل في البلدان الأقل نموا حوالي 15 بالمائة بينما كانت النسبة في السبعينات 18 بالمائة؟ وختم بالقول: "إن تطبيق العدالة الاجتماعية لا يكون صحيحاً إلا إذا قامت الدولة بتوزيع الحقوق بعدالة على جميع مواطنيها. "". وقبل إنشادها أغنية "الشرق العظيم"، قالت الفنانة كارول سماحة "إن كل ما نشهده من ظلم وفقر وتعنيف اليوم هو بسبب غياب العدالة الاجتماعية. فكيف إذاً نحارب الإرهاب من دون عدالة؟". وأضافت: " الفنان يعبر عن رأيه السياسي من خلال أغنياته. وهذه أغنيتي اليوم لكم في هذا النهار". وتضمّن برنامج هذا اليوم أيضاً فيلماً وثائقياً بعنوان "يوميات شهرزاد" للمخرجة والممثلة زينة دكاش يبرز معاناة بعض الفئات المهمّشة في المجتمع اللبناني. كما شمل عرضاً لأعمالٍ مختارة تركّز على العدالة الاجتماعية من خلال الغرافيتي قام بها الفنان يزن حلواني (لبنان) ومراد سبيع (اليمن) و EgyNeMo (مصر). وفي الختام كانت كلمتان، الأولى باسم رئيس المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (الأونيسكو) حامد الحمامي ألقتها المسؤولة عن برامج العلوم الإنسانية والاجتماعية سايكو سوجيتا التي قالت إنه "في هذه المنطقة يشكّل الشباب الشريك الأمثل لتعزيز العدالة الاجتماعية. فهم يمتلكون المعرفة والإبداع". أما الكلمة الثانية فكانت لرئيس إدارة التنمية الاجتماعية في الإسكوا فريديريكو نيتو الذي تعهّد بالاستمرار بالعمل والتنسيق مع الشركاء والمعنيين في المنطقة من أجل تحديد الأساليب الناجعة للتخفيف من حدة اللاعدالة وتعزيز التنمية المستدامة ورفاهة المجتمعات. وقدّم نيتو دروعاً تذكارية لكلّ من الفنانة كارول سماحة، والإعلامي زاهي وهبي والفنان يزن حلواني. **** لمزيد من المعلومات يمكنكم الاتصال بوحدة الاتصال والإعلام في الإسكوا على الأرقام التالية: السيد نبيل أبوضرغم 0096170993144 والسيدة مريم سليمان 009613910930 والسيدة ميران أبي زكي 0096176046402 البريد الإلكتروني: dargham@un.org sleiman2@un.org abi-zaki@un.org escwa-ciu@un.org يمكنكم متابعتنا على تويتر @ESCWACIU أو على فايسبوك: www.facebook.com/unescwa
arrow-up icon
تقييم