بيانات صحفية

22 آذار/مارس 2011

بيروت

الإسكوا تحتفل باليوم العالمي للمياه برعاية وزير الطاقة والمياه اللبناني

تحتفل الأمم المتحدة اليوم للعام التاسع عشر على التوالي باليوم العالمي للمياه. وفي لبنان، شاركت الإسكوا في الاحتفالات عبر ندوة حملت عنوان "المياه للمدن: استجابة للتحدي العمراني"، عقدتها برعاية وزير الطاقة والمياه جبران باسيل وبالتعاون مع جمعية أصدقاء إبراهيم عبد العال والمعهد الاتحادي الألماني لعلوم الأرض والموارد الطبيعية (BGR) تخلل افتتاح الندوة كلمات لكل من الوزير باسيل، ألقاها نيابة عنه مستشاره عبدو طيار، وسفيرة ألمانيا لدى لبنان بريجيت ماريا سيكفر- ابيرل، ونائب الأمين التنفيذي في الإسكوا أنهار حجازي، ورئيس جمعية أصدقاء إبراهيم عبد العال ناصر نصرالله. باسيل عرضت كلمة الوزير باسيل ملخصاً عن وضع قطاع المياه في لبنان والمصاعب التي يواجهها، ومنها الطلب المتزايد على المياه نظراً لتزايد أعداد السكان وتوزيعها غير المتكافئ بين الريف والمدن، ونظراً للتطور الصناعي والاقتصادي (سيصبح حجم الطلب الإجمالي على المياه في العام 2035 مثلا 1.802 مليون م3، مقارنة بـ1.473 م3 في عامنا الحالي)؛ ومحدودية مصادر المياه المتوفرة طبيعيا وقلة المصادر الأخرى؛ والتلوث والتغير المناخي؛ ومياه الصرف الصحي وغيرها. وركّزت كلمة وزير المياه والطاقة اللبناني على الطفرة العمرانية التي يشهدها لبنان بشكل أساسي في المدن، مما يضيف عبئاً إضافيا على المصادر المائية. وتطرقت الكلمة إلى عدد من الحلول لهذه المعضلة، ومنها الإستراتيجية الشاملة لقطاع مياه الشفة والصرف الصحي والري التي وضعتها الوزارة، والتي من أبرز النقاط فيها تنظيم استخراج المياه الجوفية وتأهيل المنشآت والشبكات الموجودة واستبدال القديم منها واستكمال مشاريع تجميع ومعالجة مياه الصرف الصحي. سيكفر إيبرل وفي كلمتها للمناسبة، قالت سيكفر ايبرل إن الجهود المبذولة لوقف تلوث البيئة ولا سيما تلوث المياه، يحتاج إلى توافق والتفاف حول موضوع حماية البيئة من قبل السلطات الحكومية المركزية والمحلية والمزارعين وقطاعات التجارة والصناعة وبالأخص المواطنين العاديين. وأضافت السفيرة الألمانية أن هذا التوافق غير موجود في لبنان إلى الآن. ثم توسعت في شرحها للدعم الألماني للبنان في هذا المجال، مشيرة إلى أنّ ألمانيا هي أكبر متبرع بعد الولايات المتحدة في القطاع المائي في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا. وفي لبنان، تقدم ألمانيا الدعم الفني عبر المعهد الاتحادي الألماني لعلوم الأرض والموارد الطبيعية، الذي تضم مشاريعه "حماية مياه نبع جعيتا". وضمن هذا المشروع، ستقام أول محمية للمياه الجوفية في لبنان. حجازي وقد ألقت حجازي كلمة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي اعتبر أنّ "موضوع الاحتفال بيوم المياه العالمي هذا العام - ”توفير المياه للمدن“ - يُلقي الضوء على بعض التحديات الرئيسية أمام هذا المستقبل الآخذ في التحول إلى الحياة الحضرية بشكل متزايد. والتحضر يحمل فرصاً لزيادة كفاءة إدارة المياه وتحسين فرص الحصول على مياه الشرب والصرف الصحي. وفي الوقت نفسه، كثيراً ما تتخذ المشاكل في المدن أبعاداً ضخمة، وباتت حالياً تفوق قدرتنا على استنباط الحلول". وأضاف الأمين العام إن "التحديات المرتبطة بالمياه تتجاوز مسألة الحصول على المياه. ففي كثير من البلدان، تنقطع الفتاة عن الدراسة رغما عنها لعدم توفر مرافق صحية، وتتعرض النساء للتحرش أو الاعتداء لدى نقل المياه أو استخدام المراحيض العامة. وعلاوة على ذلك، كثيراً ما لا يُتاح خيار آخر أمام أشد أفراد المجتمع فقراً وضعفاً سوى شراء المياه من باعة غير نظاميين وبأسعار تعلو، فيما يقدر، بنسبة تتراوح ما بين 20 و 100 في المائة عن الأسعار التي يدفعها جيرانهم الأكثر غنى، الذين يحصلون في منازلهم على مياه الأنابيب في المدن. إنه واقع لا يمكن تحمله؛ بل هو غير مقبول". ثم ألقت حجازي كلمتها فقالت إن منطقة الإسكوا تشهد حالياً نمواً متسارعاً وغير مسبوق للمناطق الحضرية، حيث وصل تعداد السكان في المدن إلى نصف مجموع سكان المنطقة، ومن المتوقع تزايد هذه النسبة إلى الثلثين في عام 2040. ويعتبر هذا النمو السريع تحدياً كبيراً، نظراً لما يصاحبه من اضطراد الطلب على خدمات البنية الأساسية، خاصةً تلك المرتبطة بتوفير الموارد المائية بالكمية والنوعية المناسبة. ويترتب على ذلك، بحسب حجازي، "ظهور الحاجة إلى موارد إضافية غير تقليدية بالاعتماد على تقنيات تحلية المياه خاصة في منطقة الخليج، فضلاً عما يترافق مع النمو الحضري من توسع غير مخطط يؤدي إلى ظهور مناطق عشوائية تتطلب خدمات إضافية خارج إطار خطط التنمية المعتمدة. كما يمكن أن يؤدي ضعف البنية التحتية الملائمة في بعض الدول إلى عبء على شبكات المياه وأساليب معالجتها والتخلص منها خاصة ما يتعلق بمياه الصرف الصحي، وجميعها أمور تؤدي إلى تدهور نوعية المياه في الخزانات الجوفية وإلى آثار سلبية على سلامة الإنسان والبيئة". عبد العال من جهته، دقّ رئيس جمعية عبد العال ناصر نصرالله ناقوس الخطر، إذ قال إن "الميزان المائي اللبناني بدأ يتجه نحو الخلل لجهة ازدياد الحاجات عن المتوفر من المياه في كل مصادرها من ينابيع ومياه جوفية متجددة". وتطرق نصرالله إلى استعمال الموارد المائية في لبنان، فقال إن "واقع مياه الشرب والاستعمال المنزلي والصناعي في جميع المدن والبلدات والقرى اللبنانية غير سليم (...) وجميع المواطنين يعانون من عدم تأمين حاجاتهم من المياه عن طريق مؤسسات المياه المعنية، حيث أنّ معظم الأبنية والمؤسسات الصناعية تعتمد على الآبار الجوفية علماً بأن المياه الجوفية على طول الشريط الساحلي هي غير سليمة ومشبعة بالكلس وملوحتها زائدة عن المعايير المقبولة لحماية السلامة العامة، كما أنها تحلق الضرر البالغ بكل التجهيزات المنزلية ومواسير الأبنية". وأضاف نصرالله إلى ما سبق عدم تأمين مياه الري، مما أدى إلى اعتداء المزارعين على الحوض الجوفي، وتلوّث المياه من جراء مياه الصرف الصحي والنفايات المنزلية والصلبة والصناعية. كل هذا يستدعي بحسب رئيس جمعية أصدقاء إبراهيم عبد العال وجود "خطة متكاملة تتناول قدرات لبنان المائية وكيفية تأمين جميع حاجات الاستهلاك وطريقة حماية هذه المياه من التلوث والتعديات". شارك في الندوة مجموعة من كبار المسؤولين والخبراء من الدول العربية المعنيين بشؤون المياه، وحشد من الدبلوماسيين العرب والأجانب. وتناقش المشاركون في الندوة ضمن حلقتين حول التحديات التي تواجه تأمين إمداد المياه للمدن وحماية الموارد المائية، ودور الجهات المعنية في تأمين إمداد المياه في المدن. كما عرض في اللقاء فيلماً وثائقياً حول تأمين إمداد المياه وحماية الموارد المائية في مدينة بيروت.
arrow-up icon
تقييم