أخبار
18 كانون الأول/ديسمبر 2017
الإسكوا تحتفل باليوم العالمي للغة العربية
بهذه الكلمات، افتتحت نائبة الأمين التنفيذي للإسكوا لدعم البرامج الدكتورة خولة مطر يوم اللغة العربية الذي احتفلت به الإسكوا يوم الجمعة الماضي الواقع فيه 15 كانون الأول/ديسمبر 2017 في مقرها، في بيروت.
تحت عنوان "للغة ما تقول"، نظّم قسم المؤتمرات والمطبوعات في الإسكوا اليوم العالمي للغة العربية بمشاركة عدد من الموظفين الناطقين باللغة العربية أو المهتمين بها. بدأ الاحتفال بعرض مرئي عن اللغة العربية وخصائصها وجماليتها تضمّن أشهر ما قيل من أبيات شعرية عن مدن قديمة شهدت نشأة هذه اللغة وتطوّرها.
كما تضمن الاحتفال منافسة ودية بين عدد من الموظفين حول اللغة العربية وثقافتها تلتها قراءات شعرية لقصائد من أعمال نزار قباني ومحمود درويش وجوزف حرب وسعاد الصباح فضلاً عن قصيدة لنهاد حايك، إحدى موظفات الإسكوا.
لغة فاعلة
أضافت الدكتورة مطر: لأننا نريدها طليقة من جميع أنواع المصادرة التي تحدث عنها محمود درويش، مرة من قريب ومرة من بعيد. مرة باسم التقليد ومرة باسم الحداثة. لأن للّغة العربية ما تقول نثرًا وشعرًا وسحرًا، كما لها ما تقول في الحرب والسلم والتعليم والتنمية. حِرصُنا عليها والاحتفاء بها ليس واجبًا قوميًا، فهي حافظة الهوية وليس العكس، بل واجب وفضول ثقافي.
وختمت مطر باقتباس أحد المفاوضين من إحدى الدول العربية في الأمم المتحدة في نيويورك الذي قال إنّ المجموعات الأخرى تشعر بالحسد من المجموعة العربية لأنّ ما لا يقلّ عن عشرين مندوباً يتحدث لغة واحدة، بينما في كافة المناطق الأخرى، هم بحاجة إلى لغة وسيطة. وقالت: "اللغة العربية هي وسيطنا وتراثنا. ومع كل ما يحدث في المنطقة، تبقى لغتنا العربية تحارب، فلا تجعلوا تلك اللغة تموت وتُقتَل كما يُقتَل العربي".
لغة نفخر بها
في زيارة سريعة للمحتفلين، تحدث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للإسكوا الدكتور محمد علي الحكيم عن خبرته الشخصية في ردهات الأمم المتحدة وفي الإصرار على التحدث بلغته الأم لفخره الشديد بها. كما أشار إلى الإقبال الكثيف على تعلّم اللغة العربية رغم صعوبتها. وشدّد على أهمية الإنتاج باللغة العربية بشكل عام بالنسبة للإسكوا كونها تعمل لخدمة المنطقة العربية بالتحديد.
وفي كلمتها، قالت السيدة نضال نون من قسم المؤتمرات: "كم تروق لي لغتي أنيقة راقية في مصاف الأوائل من اللغات. لمَ لا وهل قليل ما باحت به قديمًا وحديثًا من نثر وشعر، ما كُتِبَ بها وما تُرجِم منها وإليها من فكر وأدب وفنون وعلوم. وإن صحّ أنّ التاريخ يعيد نفسه، فلم لا يعيد نفسه مرة بعد امتنانًا للغة العربية. وكم من مرة انتشلته من زوايا النسيان، أنقذته من أزمات الهويات والانتماءات القاتلة، حرسته في قصص يستمتع بها الأطفال وصفحات من خلود وسحر يلجأ اليها المفكرون بحثا عن نقاط ضوء يتلمسون بها طرق المستقبل عندما ينقاد الحاضر للغة الجنون".
وختمت قائلة: "في الأمس القريب مات جان دورميسون، الروائي والشاعر واللغوي والمفكر الفرنسي الكبير. اهتزت فرنسا وعالم الفرنكوفونية. وكان الأمم يصيبها هلع عندما يغيب واحد من تلك القلة التي تحب اللغة والكلمة. فالأمم الكبيرة تستقي الخلود من لغتها. وهي على حق.. فعندما بعلو منسوب الجنون مَن يقول للأمة مهلاً لا عليك حسبك في تراثك الإنساني المكتوب طريق أمان إلى المستقبل، لك في مدينة غارقة في القدم ألف سبب وسبب للصمود والمثابرة، لك في لغتك، العربية، نافذة على الأروع."
لغة الضاد والتكنولوجيا
وفي مداخلة تركت أثراً إيجابياً على الحاضرين، أعلن مدير شعبة التكنولوجيا من أجل التنمية السيد حيدر فرحات أن المحتوى الرقمي العربي على الإنترنت أصبح في المرتبة الرابعة في العالم من بين اللغات بعد أن كان منذ عشر سنوات في المرتبة الثامنة.
وشرح أنه منذ نحو عشر سنوات، بدأت الإسكوا بمشروع بالتعاون مع جامعة الدول العربية لدعم اللغة العربية على الإنترنت ونظّمت عدة برامج ولقاءات بين المعنيين في هذا المجال. أمّا أهم إنجاز تحقق فكان اعتراف هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة (ICANN) بالحرف العربي. وأنشئ خادم في الإمارات العربية المتحدة لصالح جامعة الدول العربية والإسكوا يتيح إمكانية كتابة عناوين المواقع الإلكترونية بالحرف العربي.
اليوم العالمي للغة العربية
في إطار دعم وتعزيز تعدد اللغات وتعدد الثقافات في الأمم المتحدة، اعتمدت إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام قرارا عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم الذي يُحتفل به في 21 شباط/فبراير من كل عام بناء على مبادرة من اليونسكو، للاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. و تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 كانون الأول/ديسمبر كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة في عام 1973 باعتماد اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.
للمزيد :
ألبوم الصور : http://bit.ly/2oCRrRm
شريط الفيديو : http://bit.ly/2kEHptE