أخبار

12 آذار/مارس 2009

الإسكوا تجتمع في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

meeting.jpg

نظّمت الإسكوا احتفالاً رسمياً في مناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 تشرين الثاني/نوفمبر)، في بيت الأمم المتحدة، ساحة رياض الصلح-بيروت، تخللته كلمات شددت على ضرورة التضامن مع الشعب الفلسطيني من خلال أعمال لها تأثيرها ومن خلال تطبيق القرارات الدولية التي أصدرتها الأمم المتحدة بهذا الشأن.
 
وقد شارك في الاحتفال ممثلون عن رئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء اللبنانيين، إلى جانب حشد من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية والإعلامية والاقتصادية والثقافية وموظفي الأمم المتحدة.
 
وتكلّم في الاحتفال كل من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للإسكوا، بدر الدفع، والقائم بالأعمال بالوكالة في ممثلية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، أشرف دبور، والروائي والناقد والكاتب المسرحي اللبناني، الياس خوري.
 
وألقى الدفع كلمة الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي-مون، التي شددت على "العمل من أجل إنهاء الاحتلال والتوصل إلى حل يسمح لدولتي فلسطين وإسرائيل بالعيش جنباً إلى جنب في أمن وسلام (...) وفقاً لما هو منصوص عليه في قرارات مجلس الأمن". إذ أنّه "من الضروري إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة. وهذا يجب أن يكون على أساس حدود 1967 ووفقاً للتقسيم المتفق عليه للأراضي، وفي إطار حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين". وقد اعتبر بان في كلمته أنّ "القدس يجب أن تكون عاصمة للدولتين مع ترتيبات خاصة بالأماكن المقدسة يقبل بها الجميع"، معبراً عن  قلقه إزاء تعليق المحادثات بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية منذ أكثر من سنة. وجدد بان دعوته لإعادة توحيد غزة والضفة الغربية ولتنفيذ الالتزامات الإسرائيلية بموجب خارطة الطريق ولإيجاد حل عاجل ودائم للوضع في غزة. وأضاف أنّ "المجتمع الدولي يواصل مساعدة الشعب الفلسطيني وحمايته من خلال وكالات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها الأونروا (...) كما أنّ الأمم المتحدة ستواصل سعيها من أجل إحلال السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط من خلال المفاوضات على أساس قرارات مجلس الأمن 242 و338 و1397 و1515 و1860، وكذلك الاتفاقات الدولية السابقة، وإطار عمل مدريد، وخارطة الطريق،  ومبادرة السلام العربية".
 
وتساءل الدفع في كلمته عن معنى التضامن مع الشعب الفلسطيني والشكل الذي يتخذه هذا التضامن، موضحاً أنّ "أي شكل من أشكال التضامن، مهما كان إيجابياً لا يُغني عن الحل، والحل ليس ببعيد إذا ما توفرت النية الصادقة والإرادة الثابتة والاقتناع الراسخ بأن ما من صراع يستمر إلى ما لا نهاية". وأردف الدفع قائلاً إنّ الأمم المتحدة "تقدم بهيئاتها المختلفة المساعدة للشعب الفلسطيني وللحكومة الفلسطينية والهيئات الأهلية، بإصرار وتفان قل نظيرهما"، مشيراً إلى عمل موظفي الأنروا، الفلسطينيين والدوليين، خلال حرب غزة في العام الماضي، والذين قدموا صورة مشرّفة عن الأمم المتحدة وقيمها ومبادئها. ثم أضاف"لكننا نشعر بأن هناك المزيد الذي يمكن ويجب تقديمه،  لهذا الشعب. وإنني على يقين بأن هذا الشعور ليس محصوراً بالأمم المتحدة، بل يتعداها إلى الهيئات الوطنية والإقليمية والدولية.  وهذا مردّه ببساطة إلى أن هذه الأزمة تتخذ كل يوم أبعاداً لم تعد تكفي معها معالجة الآثار الجانبية، بل  تتطلب حلاً جذرياً نشعر بضرورته في كل لحظة".
 
ثم تكلم دبور، فأكّد على أهمية ومركزية القضية الفلسطينية، وعلى ضرورة وضع حد للمعاناة الطويلة للشعب الفلسطيني. ونوّه دبّور بدور الأمم المتحدة في حياة الشعب الفلسطيني، قائلاً إنّ هذه المنظمة "وقع على كاهلها حمل هذه القضية منذ نشأتها حتى تتمكن من إيجاد حل عادل لمأساة العصر"، مضيفاً إن الأمم المتحدة قد "عملت عبر سنين على صون حقوق (هذا الشعب) وحمايتها من التيه والضياع، وكانت وما زالت مصدراً للأساس القانوني والعادل لحل القضية الفلسطينية".   وشدد دبور في معرض كلامه على تمسّك الشعب الفلسطيني بحق العودة استناداً إلى القرار الدولي 164، ورفضه التوطين والتهجير مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وتطبيق قراراته. وقال "إننا اليوم بصدد التوجه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي متسلحين بموقف لجنة المبادرة العربية لاستصدار قرار يعكس مواقف مختلف دول العالم التي طالبت بحل الدولتين وبإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع في عام 1967".
 
ومن جهته، اعتبر المتحدث الأساسي الياس خوري أنّ"النكبة هي حدث مستمر منذ واحد وستين عاما، وهي لم تتوقف لحظة واحدة، رغم أنها اتخذت أشكالا متعددة من الحروب والاجتياحات. ". وقال إن الإعلام يستخدم كلمة مخادعة تتحدث عن حل الدولتين، متناسيا أن هناك دولة إسرائيلية تأسست عام 1948، وان الغائب هو الدولة الفلسطينية". وقال خوري إنّ "الشعب الذي انتزع منه اسمه استعاد بالكلمات والتضحيات هذا الاسم، وهو لن يتخلى عن وجوده مهما بدت الصورة قاتمة اليوم. وإذا كانت إسرائيل مصرة على رفض استقلال فلسطين، فهذا يعني أنها تريد تأسيس نظام ابارتيد لن يكون مصيره بأفضل من مصير نظيره الجنوب أفريقي".
 
arrow-up icon
تقييم