بيانات صحفية

23 أيار/مايو 2011

بيروت

الإسكوا تبحث قياس الفقر الحضري في المجتمعات العربية

افتتحت الإسكوا اليوم في بيت الأمم المتحدة في بيروت ورشة عمل للخبراء محورها البحث في موضوع الفقر الحضري ومقاييسه في العالم العربي. تسعى الورشة بشكل أساسي للتوصل إلى منهجية قياس الفقر الحضري والبحث في دليل أعدته الإسكوا لهذا الهدف. تخلل الافتتاح كلمات لكل من وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني سليم الصايغ ، والأمينة التنفيذية للإسكوا ريما خلف ألقتها بالنيابة عنها نائبتها أنهار حجازي، ومستشار مبادرة حماية الأطفال والشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد العربي لإنماء المدن عثمان نور، والمدير التنفيذي للمبادرة إبراهيم التركي. وكشف الوزير الصايغ في كلمته أن "28 بالمائة من الشعب اللبناني تحت خط الفقر و 8 بالمائة منهم تحت خط الفقر المدقع". وانطلاقاً من هذا الواقع، استحدثت وزارة الشؤون الاجتماعية "البرنامج الوطني لاستهداف الأسر الأكثر فقراً"، والذي يتم تنفيذه بالشراكة مع رئاسة الحكومة اللبنانية وبالتعاون مع البنك الدولي وبتمويل من الدولة اللبنانية والحكومتين الإيطالية والكندية. واعتبر الصايغ أن هذا البرنامج هو "الخطوة الأولى على طريق حل هذه المشكلة"، وشرح أنّ البرنامج سينفذ بدءاً من شهر حزيران/يونيه 2011 في جميع المناطق اللبنانية، ويحق لكل أسرة لبنانية تقديم طلب للتسجيل في البرنامج. وقال إنه بعد تصنيف الأسر من الأكثر فقراً إلى الأقل فقراً، يتم تحديد نوع التدخل المطلوب لكل أسرة بناء على حاجتها عبر سلة من التقديمات تحددها الحكومة اللبنانية. وسوف تكون قاعدة البيانات للأسر اللبنانية الفقيرة هي الأساس في تصويب التدخلات الاجتماعية. وجاء في كلمة خلف أن "ظاهرة الفقر تعد من أهم المشاكل التي تواجه دول المنطقة، وترتبط بشكل وثيق بإمكانات تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية في دولنا". وتكلمت خلف بشكل خاص عن ظاهرة الفقر الحضري، التي باتت بالغة الخطورة، حسب تعبيرها، "ويجب أن تولى الأهمية التي تستحق تلافيا لانفجارها بشكل أزمات متداخلة ومتزامنة يصعب التعامل معها، خاصة مع تزايد موجات الهجرة غير المنظمة من الريف إلى الحضر بحثاًُ عن فرص الرزق". وقالت خلف إن "التفاوت في خصائص الفقر وتجلياته تتطلب أن يجري التمعن في الأوجه والأبعاد المختلفة للفقر الحضري، وفي ابتكار وسائل لقياسه تتناسب مع ذلك". وأكدت خلف أن الإسكوا منفتحة وملتزمة بمبدأ الشراكة مع كل الفاعلين الإنمائيين، الوطنيين والإقليميين والدوليين، وعلى ضم الجهود من أجل الدفع في عملية التنمية إلى الأمام، ومن أجل النجاح في تقديم مساهمة معرفية وتطبيقية في دراسة الفقر الحضري بوسائل بسيطة وقابلة للاستخدام من قبل البلديات والسلطات المحلية والمراصد الحضرية ودون كلفة كبيرة، وذلك من أجل رسم سياساتها المحلية ووضع برامجها على مستوى المدينة وإحيائها. أما نور، فقد تطرق إلى إعلان الألفية الصادر عن الأمم المتحدة والذي اعتمدته جميع الدول الأعضاء في المنظمة عام 2000 وانبثقت عنه الأهداف الإنمائية للألفية. وقال إن هدف تخفيف حدة الفقر الحضري أصبح من بين أهداف الألفية الأكثر طموحاً، وهو ينصّ على تخفيض نسبة السكان الذين يقل دخلهم عن دولار أمريكي واحد في اليوم إلى النصف بحلول عام 2015. وأشار نور إلى وجود "نحو 40 مليون شخص في العالم العربي يعانون من نقص في التغذية، أي ما يعادل 12 بالمائة من السكان تقريباً، هذا بالإضافة إلى مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر". وتحدث نور عن دور المعهد العربي لإنماء المدن في تخفيف حدة الفقر الحضري في المنطقة العربية، مشيراً إلى أن المعهد يعمل الآن على مشروعه الثالث في هذا المجال، وهو يشمل نواكشوط في موريتانيا وطرابلس في لبنان وحلب في سوريا، بدعم من البنك الإسلامي للتنمية. أما التركي، فقال إن الباحثين وصناع القرار باتوا يعرفون أن الفقر ليس حلقة مفرغة، ويمكن مكافحته. وأضاف أنه رغم هذه المعرفة مازالت جيوب الفقر هنا وهناك في الكثير من دول العالم. "والدول العربية لها من الفقر نصيب الأسد أو النمر. ومع زيادة التحضر وهجرة الناس إلى المدن أصبح لدينا نوع من الفقر مرتبط بالمدن، له محدداته وله أساليبه الخاصة للتعامل معه. وهو ما سنبحثه خلال اليومين القادمين". وأشار إلى عمل المعهد العربي لإنماء المدن في مجال مكافحة الفقر، ولا سيما أنه الذراع العلمي والتقني لمنظمة المدن العربية التي تضم في عضويتها أكثر من 450 مدينة عربية. تتناول ورشة العمل، التي تستمر حتى 24 أيار/مايو، مواضيع الفقر تحديدا في مدينة طرابلس في لبنان، ومدينة حلب السورية، والعاصمة الموريتانية نواكشوط. كما تتطرق الورشة إلى منهجية قياس الفقر الحضري، وغيرها من المواضيع التي تندرج في هذا الإطار. يشارك في المناقشات مسؤولون من مدن عربية وخبراء وعاملون في إدارات التنمية وبرامج تخفيف الفقر ومنظمات إقليمية ودولية ومنظمات معنية من المجتمع المدني. ويشارك مع الإسكوا في تنظيم الورشة المعهد العربي لإنماء المدن وبرنامج الخليج العربي للتنمية.
arrow-up icon
تقييم