فيما يعتبر في أغلب الأحيان وحدة سياسية أو دينية لا تتجزأ، يشمل العالم العربي 22 بلداً، يمثّل كلٌّ منها لوناً مختلفاً في التنمية والتقدم. فبدءاً بالدول الخليجية الغنية بالنفط ووصولاً إلى البلدان الأقل نمواً، يحمل العالم العربي في طياته شتى التباينات الاجتماعية والإقتصادية..
وتظهر هذه التباينات جليّة في الكتيّب الذي اضطلعت "اسكوا" في تنسيقه والذي يحمل عنوان "الأهداف الإنمائية للألفية في المنطقة العربية 2007: منظار شبابي"، وهو ناتج عن تعاون عدد من منظمات ووكالات الأمم المتحدة ، إلى جانب الجامعة العربية. ويقدّم الكتيّب، الذي نشر قبل إصدار التقرير الإقليمي الثاني، لمحة مختصرة عن تقدّم الأهداف الإنمائية للألفية في الأجزاء الرئيسية من العالم العربي: المشرق (مصر والعراق والأردن ولبنان وفلسطين والجمهورية العربية السورية) والمغرب (الجزائر والجماهيرية العربية الليبية والمغرب وتونس) ومجلس التعاون الخليجي (البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة) والبلدان العربية الأقل نمواً (جزر القمر ودجيبوتي وموريتانيا والصومال والسودان واليمن).
ويعالج الإصدار التقدّم المحرز على صعيد الأهداف الإنمائية للألفية في المنطقة العربية، متطرقاً إلى كل واحد من هذه الأهداف تبعاً لأحدث المعلومات المتوفرة
الهدف الأول- القضاء على الفقر والجوع الشديدين: لم تشهد المنطقة العربية بالإجمال تقدّماً ذوشأن في الحدّ من الفقر في العقد المنصرم. فبينما انخفضت نسبة الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر الوطني بدرجة بسيطة في معظم بلدان المشرق والمغرب، ما زالت الدول الأقل نمواً تعاني من نسب مرتفعة في هذا المجال. وفي المقابل سجّلت نسبة الأشخاص الذين يعانون من الجوع ونسبة الأطفال الناقصي الوزن انخفاضاً طفيفاً. وإن لم تتخذ خطوات جذرية للحدّ من الفقر والقضاء على الجوع، فالهدف الإنمائي الأول في خطر.
الهدف الثاني- تحقيق التعليم الإبتدائي الشامل: يبيّن التقدّم المحرز على هذا الصعيد التفاوت الكبير بين المناطق العربية. فقد ارتفع معدّل التسجيل في المراحل الإبتدائية بنسبة عشرة في المئة في المنطقة العربية إجمالاً، فيما تحسنت درجة المساواة بين الجنسين في التعليم، وانتسب أكثر من 90% من أطفال المشرق والمغرب إلى المدارس الإبتدائية. ولكن رغم كافة الجهود المبذولة، ما يزال 7.5 مليون طفل في العالم العربي محرومين من التعليم، يعيش ثلثاهم في الدول الأقل نمواً، حيث يعاني شاب (أو شابة) لكلّ ثلاثة شباب (أو شابات) من الأمية. وعلى الرغم مما سبق، سجّلت نسب التعليم ارتفاعاً إيجابياً، فوصلت إلى 83.4%، مما يعزز الأمل في حدوث تغيير.
الهدف الثالث- تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة: تعززت المساواة بين الجنسين في مراحل التعليم كافة، رغم أنّ تعليم الفتيات ما زال غير كافٍ في بعض البلدان العربية كموريتانيا والمغرب مثلاً. وفي حين انعكس هذا التحسن على مجال التعليم، لم يجد صدى كافياً في قطاع العمل، حيث تتأثر النساء أكثر من الرجال من اقتطاع الوظائف والأجور. أما بالنسبة للمشاركة السياسية للمرأة ، فهي إلى ازدياد. وقد حقّفت النساء إنجازات مذهلة في بعض دول مجلس التعاون الخليجي كالكويت مثلاً، حيث لم يعد المعترك السياسي محظوراً عليهنّ.
أما في مجال الحقوق، فقد وقّع 18 بلداً من أصل 22 على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، مشرّعين أبواب المجالس النيابية أمام الجنس اللطيف. ولكن مشاركة المرأة في البرلمانات العربية ما تزال الأقل في العالم.
الهدف الرابع- خفض نسبة وفيات الأطفال: انخفض معدّل وفيات الأطفال دون سنّ الخامسة بنسبة 27% في المنطقة العربية بين عامي1990 و2005. وشهدت المنطقة أيضاً انتشاراً شبه كامل لحملات التحصين ضد مرض الحصبة. إنما يموت أكثر من طفل من أصل عشرة أطفال قبل أن يبلغوا الخامسة من العمر في الدول الأقل نمواً، حيث التقدم بطيء في هذا المجال، ما عدا في جزر القمر. وقد نجحت بعض البلدان كمصر في خفض وفيات
الأطفال بنسبة 68%، وهو رقم بعيد المنال للأسف بالنسبة لبعض البلدان الأخرى التي ما زالت في دائرة النزاعات، كالعراق مثلاً.
الهدف الخامس- تحسين الصحة الإنجابية: شهدت المنطقة العربية تقدماً ملحوظاً في هذا المجال، حيث انخفضت نسبة وفيات الأمهات بحوالى 34%. وقد توصّل العالم العربي إلى هذه النسبة بفضل انخفاض نسبة حمل المراهقات ووجود عدد أكبر من المولّدات التقليديات الماهرات. ولكن تبقى بعض البلدان كالسودان مثلاً، في مواقع متأخرة بالنسبة لهذا الموضوع، إذ سجّل هذا البلد حولى 509 حالة وفيات بين الأمهات لكلّ 100 ألف ولادة في العام 2000.
الهدف السادس- مكافحة مرض نقص المناعة المكتسب/الإيدز والملاريا وغيرها من الأمراض: يبقى انتشار مرض نقص المناعة المكتسب/الإيدز محدوداً في البلدان العربية عامةً، ولكنّه للأسف إلى ارتفاع منذ سنتين تقريباً. واستجابة منها لهذا الخطر، اعتمدت البلدان العربية خططاً وطنية استراتيجية في عدة قطاعات لمواجهته، ولكن يجب بذل المزيد من الجهود، إذ أنّ 5% من المرضى فقط حصلوا على العلاج في 2005.
من جهة ثانية، يبقى مرضا الملاريا والسلّ خطراً كبيراً في الدول الأقل نمواً، حيث انتشر الأول بين 3313 شخصاً من أصل 100 ألف في 2005، وسجّلت 56% من كافة حالات المرض الثاني.
الهدف السابع- ضمان الإستدامة البيئية: رغم أنّ السعودية وحدها أسّست أكبر محمية في العالم (محمية برية تبلغ 64 مليون هكتار)، تقلّصت رقعة الأماكن المحمية للأسف في الدول الأقل نمواً، التي تتمتع بأكبر نسبة من التنوع البيئي. وبين عامي 1990 و2004، اقتطع العالم العربي الغابات من جهة وزاد رقعة المحميات من جهة ثانية بشكل عام. كما تعاني البيئة في العالم العربي أيضاً من الزيادة السكانية، والإرتفاع الكبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والمواد المضرة بالأوزون مقابل زيادة استهلاك الطاقة. في المقابل، ظلّت نسبة الأشخاص الذين يحصلون على مياه صالحة للشرب على حالها، فيما ارتفعت فرص الحصول على منشآت صحية نظيفة، وإن بشكل بسيط.
ونتج التقرير عن تعاون المنظمات التالية:
www.arableagueonline.com جامعة الدول العربية:
http://www.jcpprd.org/Ar/home.php المركز الأردني لأبحاث وحوار السياسات الوطنية:
http://www.fao.org/index_ar.htm منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة:
www.ilo.org منظمة العمل الدولية:
http://www.ohchr.org/arabic/index.htm المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان:
http://www.unaids.org برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة فيروس نقص المناعة المكتسب/الإيدز:
www.undp.org برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
http://typo38.unesco.org/ar/unesco-home.html منظمة الأمم المتحدة للتربية والعمل والثقافة:
www.uis.unesco.org معهد اليونسكو للإحصاء:
www.unep.org برنامج الأمم المتحدة للبيئة:
http://www.unfpa.org/sitemap/sitemap-ara.htm صندوق الأمم المتحدة للسكان:
http://www.unicef.org/arabic/ منظمة الأمم المتحدة للطفولة:
www.unido.org منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية:
www.unifem.org صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة:
www.wfp.org/arabic برنامج الأغذية العالمي:
http://www.who.int/ar/index.html نمظمة الصحة العالمية:
