بيانات صحفية

3 كانون الأول/ديسمبر 2014

بيروت

الأمم المتحدة في لبنان تحيي اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة

تحت عنوان "الأشخاص ذوي الإعاقة في حالات الطوارىء: تحسين القدرة على التكيف وحماية الحقوق"، أحيت اليوم لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والإجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة في بيت الأمم المتحدة، بيروت. وقد تكلم في الافتتاح كلٌ من نائب الأمينة التنفيذية للإسكوا نديم خوري، ونائب ممثل اليونسيف في لبنان لوسيانو كاليستيني، ونائب ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان لين ميلير. خوري في كلمته الافتتاحية، رحب خوري بالشراكة بين منظمات الأمم المتحدة في لبنان من أجل إحياء هذا اليوم. وإذ تطرق إلى موضوع اليوم، قال نائب الأمينة التنفيذية للإسكوا إن "الأشخاص ذوي الإعاقة يتأثرون بالأزمات الإنسانية أكثر من غيرهم. فنتيجة لعدم شملهم في تدابير الاستعداد لمواجهة الطوارئ، وللصعوبات التي تواجه إجلاءهم في حال وقوع الكوارث، غالباً ما يكون معدل الوفيات بينهم أعلى من معدل وفيات سائر السكان بمرتين إلى أربع مرات". وأضاف خوري إنه "حيال هذا الواقع، أمامنا الكثير من الفرص للتحرك والعمل معاً. أولاً، علينا تطوير منظومة إحصاءات الإعاقة في المنطقة العربية. وقد نشرت الإسكوا وجامعة الدول العربية مؤخراً المجموعة الأولى من إحصاءات الإعاقة للبلدان العربية الإثنين والعشرين، الأمر الذي أسهم في إنشاء قاعدة إقليمية أولية لبيانات إحصائية. ثانيًا، يجب تعزيز قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة وقدرة أسرهم ومجتمعاتهم على مواجهة الأزمات. وأخيراً، لا بدّ من أن نستمرّ في اعتماد وتعزيز نهج شامل للجميع يرتكز على الحقوق في عملنا الإنمائي والإنساني"، لافتاً إلى انّ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة هي احد الأسس على هذا الصعيد، لا سيما بفعل تأييدها الواسع النطاق في المنطقة العربية. فقد صادقت عليها 18 دولة عربية من أصل 22 دولة، منذ اعتمادها في عام 2007". كاليستيني ومن جهته، بدأ كاليستيني كلمته بمثل عن صبي عمره 5 سنوات احترق بقذيفة اصابت حيّه في سوريا قبل أن يهرب مع عائلته إلى مخيم عشوائي في لبنان، ولم يتوفر له سوى انبوب من المرهم للعلاج. وقال كاليستيني إن هذا الصبي هو واحد من كثيرين، لذا فإنه من المهم الوصول إلى هؤلاء الأشخاص، وهم فئة ضعيفة ومهمشة. واعتبر أنه من الضروري في بادىء الأمر الاعتراف بالطريق الطويل الذي يمتد امام الجميع من اجل التعامل مع هذا الموضوع. فالأطر التشريعية الثلاث التي تحمي حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة هي في مراحل مختلفة من التطبيق. وإن أردنا ان نحدث أثراً فعلياً في أوساط هؤلاء الأشخاص، علينا ان نركز على العمل الفعلي، لا على الخطابات. وأشاد كاليستيني بعمل المنظمات الدولية وغير الحكومية، والتي تكرس جهدها لمواجهة التحديات التي تعاني منها هذه الفئة. وشدد في ختام كلمته على اهمية الاستثمار في التعليم الدامج، والذي لا يفوقه أهمية سوى إحداث تغيير في الرأي العام حول إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك التنبيه للفرص والمنفعة التي يمكن لهذه الفئة ان تدخلها إلى المجتمع. ميلير أما ميلير، فذكرت أن مفوضية اللاجئين تعمل مع ما يقارب 35 مليون شخص، ومن بين هؤلاء، يعاني 1 من كل 5 أشخاص من نوع من الإعاقة. وقالت إنه "من الضروري أن تشمل الاستجابة الانسانية الـ7.98 شخصاً هؤلاء، إذ علينا أن نتاكد أننا لا نساهم في إبقائهم في الظل وإقصائهم عن عملية الاستشارة واتخاذ القرارات. وذكرت ميلير أنه بالنسبة لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين فهدفها الأول في ما خصّ ذوي الإعاقة من اللاجئين هو الحرص على تأمين حقوقهم دون تمييز، وعلى استفادتهم من الحماية والمساعدة ذاتها التي تتمتع بها عائلاتهم ومجتمعاتهم. وختمت بالقول "علينا أن نصبو إلى ما هو أبعد من الاستجابة للحاجات في الأزمات، أي إلى مساعدة الناس كي يصبحوا أكثر مرونة من خلال تطوير قدراتهم الشخصية ووضع شبكات للدعم. وهذا الموضوع يرتدي أهمية بالغة في ما خصّ مجتمعات النازحين الذي اقتلعوا من شبكات الدعم الخاصة بهم". وكان الاحتفال مناسبة للاستماع إلى أصوات من الميدان لأشخاص يعملون مباشرة مع ذوي الإعاقة ولا سيما في حالات الطوارىء. شمل الاحتفال أيضاً حلقة نقاش عن التقدم المحرز والتحديات وسبل المضي قدماً نحو تحسين القدرة على التكيف وحماية حقوق الاشخاص ذوي الإعاقة في حالات الطوارىء، أدارها رئيس إدارة التنمية الاجتماعية في الإسكوا فريديريكو نيتو. وقد تعاقب على الكلام في الحلقة كلٌ من رئيسة برنامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية في سوريا لدى الأونروا آمنة صقر، ورئيس قسم الجراحة التجميلية والترميمية في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور غسان أبو ستة، وبورام لي، منسقة الإدماج والدعوة في المنظمة الدولية للمعوقين والرابطة الدولية لمساعدة المسنين، وهيام صقر، رئيسة إدارة الرعاية الاجتماعية المتخصصة في وزارة الشؤون الاجتماعية، وعامر مكارم، رئيس جمعية الشبيبة للمكفوفين، وحبوبة عون، محاضرة في جامعة البلمند، وعبير الخريشة، مسؤولة لشؤون حقوق الإنسان في المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في لبنان. وقد أجمعت الكلمات على أهمية التعليم لذوي الإعاقات واهمية الدمج في المدارس. كما شدد الحاضرون على ضرورة تحقيق العدالة للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال القانون وتطبيق التشريعات المتعلقة بهم، ولا سيما اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وركزوا أيضاً على ضرورة الاستماع لذوي الإعاقات من أجل تحديد احتياجاتهم. وقد وجّهت رئيسة اللجنة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ماريا سوليداد سيستيرناس رِييس كلمة مصورة للجمع ومخصصة لهذا اللقاء شرحت فيها مراحل التقدم في تطبيق الاتفاقيات والمواثيق الدولية. كما عرض شريط وثائقي أعدته الاونروا حول عملية دمج ذوي الإعاقة في المؤسسات التعليمية ألقت الضوء فيه على قصة طفل فلسطيني إسمه عرفات. ثم انتقل المشاركون إلى سوق الحرف الفنيّة واليدويّة ومعرض الصور الفوتوغرافية في بيت الأمم المتحدة.
arrow-up icon
تقييم