عقدت "الإسكوا" بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت اليوم مؤتمرا صحفياً في بيت الأمم المتحدة لإطلاق تقرير اقتصاد المعلومات 2009 الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية(الاونكتاد).
وتحدث في المؤتمر كل من مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، السيد بهاء القوصي، ورئيس شعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في "الإسكوا"، السيد يوسف نصير، وخبير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في "الإسكوا"، السيد رامي زعتري.
وقال القوصي "لقد برز خلال العقود الماضية مدى الأهمية الحيوية والمحورية لتكنولوجيات المعلومات والاتصالات باعتبارها محرّكاً وقاطرة رئيسية تسرّع وتيرة التقدم الاقتصادي والاجتماعي. لقد فتحت هذه التكنولوجيات آفاقاً جديدة واحتمالات لم تكن من قبل في الحسبان في البلدان المتقدمة والنامية على حدٍ سواء. فالانتشار السريع لتكنولوجيات المعلومات والاتصالات في مختلف أنحاء العالم، لا سيما في قطاعي الهاتف المحمول والانترنت، فاق توقعات معظم الخبراء".
وأضاف أنّ "قطاع الاتصالات بالوسائل المحمولة قادر على مجابهة الأزمة الاقتصادية الحالية بشكل جيد نسبياً. غير أن الفجوة ما زالت متّسعة بين العالمين المتقدم والنامي فيما يتعلق بتوافر خدمة الإنترنت عبر النطاق العريض. ورغم التقدم الإيجابي تجاه ردم هذه الفجوة، لا يزال الطريق طويلاً لتحقيق المساواة في هذا الموضوع بين مختلف أنحاء العالم".
ثم تحدّث السيد نصير فقال أنّه "في حين أن تقرير اقتصاد المعلومات لعام 2009 يناقش التوجهات والنظرة المستقبلية، فإنه يركّز على الآثار المترتبة من الأزمة الاقتصادية العالمية على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويبحث في التقدم المحرز، ويناقش الخيارات المختلفة للدول التي تأمل في اغتنام الفرص التي تتيحها التكنولوجيات الجديدة".
وعرض نصير التقرير الواقع في ثلاثة أبواب فقال "يقدم الفصل الأول، وفي سياق تحليل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية، تقييماً للاتجاهات الحديثة فيما يتعلق بتوسع التشبيك في جميع أنحاء العالم. ويولى اهتماماً خاصاً بالتحدي المتمثل في توفير الوصول إلى شبكة الإنترنت من خلال الحزمة العريضة. ويرصد الفصل الثاني التطور في تعزيز استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ما بين المؤسسات، ويبحث الفصل الثالث في كيفية تطور التجارة الدولية في مجال سلع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وخدماتها وتلك المرتبطة بها. وبما أن إعداد التقرير قد تم في خضم الأزمة الاقتصادية الأكثر اضطراباً منذ زمن بعيد، فإن الآثار المحتملة لهذه الأزمة قد تم مناقشتها في كافة فصول هذا التقرير".
ثم أردف "يتفاوت النشاط في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المختلفة بشكل كبير. في حين أن اشتراكات الهاتف الثابت تتوجه نحو انخفاض طفيف، فإن استخدام الهاتف النقال والإنترنت يتواصل بالارتفاع بسرعة في معظم البلدان والمناطق. في الوقت ذاته، هناك فجوة واسعة بين البلدان ذات الدخل المرتفع والبلدان ذات الدخل المنخفض في مجال اتصالات الحزمة العريضة. فقد بلغ عدد الاشتراكات في خدمة الاتصالات الثابتة في العالم نحو 1.2 مليار اشتراك في نهاية عام 2008، وبلغ عدد مستخدمى الهاتف النقال 4 مليارات شخص. هذا ويقدر عدد مستخدمي الإنترنت بحوالي 1.4 مليار في نهاية عام 2008 في جميع أنحاء العالم ومنهم نحو 400 مليون مستخدم لخطوط الحزمة العريضة".
في حين كانت سلع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ضمن المجالات الأكثر ديناميكية في التجارة العالمية حتى عام 2000، فقد تضاءلت ديناميتها بالنسبة للتجارة العالمية ككل. فقد إرتفعت قيمة الصادرات من سلع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بين عامي 1998 و 2007 من 813 مليار دولار الى 1.73 تريليون دولار لتمثل 13.2 في المائة من مجموع تجارة البضائع، في حين أنها كانت تمثل 17,7% في عام 2000.
واعترف التقرير بأن هناك مخاوف من أن الأزمة المالية والاقتصادية، وهي الأسوأ منذ 60 عاما، سوف تؤثر سلباً على الاتجاهات الإيجابية في نشر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاستثمارات اللازمة من أجل ضمان نفاذ الجميع إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. واعتباراً من منتصف عام 2009، ما زال هناك قدر كبير من الشك حول مدى تأثير الأزمة المالية على مختلف البلدان والقطاعات الاقتصادية. ومن المتوقع أن تؤثر الأزمة على البلدان المتقدمة والبلدان النامية والمناطق المختلفة داخل البلدان النامية بشكل مختلف. لقد حددت العديد من الحكومات، في مواجهة الأزمة الاقتصادية الراهنة، أساليب تعزيز استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باعتبارها إستراتيجية لتسريع الانتعاش. وجعلت العديد من البلدان المتقدمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات جزءا لا يتجزأ من برامج تحفيز الاقتصاد، سواء عن طريق تنشيط الطلب على سلع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومن خلال الاستمرار في تعزيز جانب العرض عليها.
ثم كان عرض الكتروني للزعتري الذي لفت إلى النمو المستمر في استخدام الهاتف النقال وتراجع استخدام الهاتف الثابت. وأشار إلى احتلال بعض دول "الإسكوا" مثل قطر والبحرين والإمارات وعمان مراكز متقدمة في العالم من حيث انتشار استعمال الهاتف النقال
أخبار
22 تشرين الأول/أكتوبر 2009
الأمم المتحدة تطلق تقرير اقتصاد المعلومات الصادر عن الأونكتاد في بيروت
Web-UNIC and ESCWA.jpg