بيانات صحفية

19 تشرين الثاني/نوفمبر 2008

بيروت

"الأسكوا" تناقش سبل مكافحة العنف ضدّ المرأة
في ندوة حول أثر العنف على الأسرة

بيروت، 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2008 (الدائرة الإعلامية في الإسكوا)-- رأى اليوم الأمين التنفيذي لـ"الإسكوا" بدر عمر الدفع بأنه من الضروري القيام بالمزيد من العمل لمناهضة العنف ضد المرأة في المنطقة العربية. وتناول الدفع هذا الموضوع في ندوة "أثر العنف على كلّ من النساء والأسرة" ، التي ينظّمها معهد الدوحة الدولي للدراسات الأسرية والتنمية في 19-20 تشرين الثاني/نوفمبر 2008، في العاصمة القطرية. واستهلّ الدفع مداخلته بقوله "نجتمع اليوم لبحث أوضاع المرأة التي تتعرض للعنف في المنطقة العربية، ولمناقشة ما ينبغي القيام به لمناهضة هذه الظاهرة"، معتبراً أنّ اللقاء "يشكّل خطوة باتجاه كسر حاجز الصمت الذي حجب هذا الموضوع عن النقاش العلني لفترة من الزمن ". واعتبر أنّ العنف ضدّ المرأة ظاهرة قديمة ومنتشرة في كافة أنحاء العالم، رغم تعارض الديانات السماوية معها. وأرفد قائلاً "يشير تقرير صندوق الأمم المتحدة للمرأة (اليونيفيم) الصادر في آذار/مارس من هذا العام إلى أن العنف يطال امرأة من كل ثلاث نساء على الأقل. ويتابع التقرير ذاته أن العنف هو السبب الرئيسي للوفاة والإعاقة لدى النساء في عمر 15 إلى 44 سنة، وربّما هو قبل السرطان والملاريا والحروب وحوادث السيارات. ولا يقتصر العنف على البلدان النامية، حيث أن حوالي ثلث النساء اللواتي يعشن في الولايات المتحدة الأمريكية يتعرّضن للعنف، وكذلك ثلث إلى ربع النساء اللواتي يعشن في بلدان الاتحاد الأوروبي، وذلك وفقاً لمسح أجراه صندوق الكومنولث. والعنف ضد المرأة راسخ في الكثير من ثقافات العالم منذ قرون. فالمؤسسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية تعزز تبعية المرأة للرجل، والأقوال والأمثال الشعبية الشائعة تقبل بالعنف ضد المرأة وترسخه في أذهان الناس". العنف في المنطقة العربية ومكافحته وأشار الدفع إلى أنّ موضوع العنف ضد المرأة لم يعد من المواضيع المحرّمة في معظم البلدان العربية، بل أصبح قضية علنية، وموضوع بحث وتدقيق ومساءلة وإدانة على صعيد الحكومات والمجتمعات، " أما أهم مظاهر العنف في البلدان العربية فهي أربعة: العنف الأسري، والختان، وجرائم الشرف، والعنف في ظل الاحتلال والنزاعات المسلّحة". وقد اتّخذ عدد من البلدان العربية مبادرات للحدّ من هذه الظاهرة، ومنها التصديق على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وغيرها من الصكوك الدولية المتعلقة بهذا الموضوع؛ وإعادة النظر في مواد بعض القوانين من أجل إلغاء التمييز بين الجنسين والقضاء على العنف ضد المرأة؛ وتضمين قانون العقوبات مواد جديدة تعاقب على بعض مظاهر العنف ضد المرأة مثل ظاهرة التحرش الجنسي والعنف الأسري؛ وتنظيم برامج التوعية بخطورة ظاهرة جرائم الشرف وضرورة الحد منها؛ وصياغة خطط وإستراتيجيات وطنية للقضاء على العنف ضد المرأة والطفلة؛ وتنظيم حملات وطنية وأنشطة إعلامية لنشر الوعي بمختلف أشكال العنف ضد المرأة بمشاركة المنظمات النسائية والمؤسسات الحقوقية. المنطقة العربية: التحديات والحلول وعدّد الدفع بعض التحديات القائمة أمام إنهاء ظاهرة العنف ذاكراً منها "عدم إنفاذ القوانين المعتمدة التي تدعو إلى معاقبة مرتكبي العنف وردعهم؛ وتأخر المحاكم في النطق بالحكم ضد مرتكبي جرائم العنف؛ وندرة الإحصاءات والدراسات التي تبيّن مدى تعرض المرأة للعنف، وخاصة العنف الأسري". واقترح بعض الحلول لهذه المواضيع، كـ"تعزيز الإرادة السياسية والالتزام على أعلى المستويات لإعطاء قضية العنف ضد المرأة أولوية على الصعيد المحلي والوطني والإقليمي والدولي؛ والقضاء على مواقف التمييز الاجتماعية الثقافية وأوجه التفاوت الاقتصادي التي تعزز تبعية المرأة في المجتمع؛ وتمكين المرأة في مختلف الفئات الاجتماعية، وخصوصاً في المجتمعات النائية والفقيرة، وتعميق وعيها القانوني وتعريفها بحقوقها وكيفية المطالبة بها؛ وإشراك الرجل في العمل على منع هذا العنف والقضاء عليه". "الإسكوا": لتمكين المرأة وقد تطرّق الدفع إلى الدور الذي تضطلع به "الإسكوا" في مجال تمكين المرأة. فاللجنة الإقليمية “تخصّص أحد برامجها للمواضيع المتعلقة بالمرأة وتمكنيها، بما في ذلك مناهضة العنف ضد المرأة. وستشارك "الاسكوا" مع سائر اللجان الإقليمية التابعة للأمم في تنفيذ مشروع حول مناهضة العنف ضد المرأة يشمل إنتاج وتحليل المؤشرات الإحصائية الكمية والنوعية المتعلقة بالعنف ضد المرأة، ومدى انتشاره، ومدى التقدم في مكافحته .كما تعمل "الإسكوا" مع البلدان الأعضاء على مواكبة التطورات القانونية والتشريعية الدولية في هذا الشأن. وتساعد اللجنة الإقليمية البلدان الأعضاء على إيجاد الآلية المناسبة في كل بلد لتطبيق اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وسحب التحفظات على بعض موادها بما يتناسب مع خصوصيات المجتمع. كما تنظم "الإسكوا" مع البلدان الأعضاء ورشات عمل حول العنف ضد المرأة لتدريب عناصر الشرطة والمرشدين الاجتماعيين والإعلاميين حول كيفية التعامل مع قضايا العنف ضد المرأة وتسليط الضوء عليها". تجدر الإشارة إلى أن هذا الاجتماع، الذي تستمر أعماله حتى مساء اليوم، يناقش المواضيع الأساسية التالية: فهم العنف ضد المرأة، وعواقب العنف ضد المرأة، وكيفية منع العنف ضد المرأة، وأفضل الممارسات في هذا المجال.
arrow-up icon
تقييم