في 5 أيار/مايو 2016، جمعت العاصمة الأردنية عمّان خبراء من العالم الإسلامي شاركوا في فعاليات الندوة الدولية حول الإسلام والعلم التي حملت عنوان «أسئلة علمية كبرى من منظور إسلامي» وعقدت في الجمعية العلمية الملكية. وقد ناقشت الندوة عدداً من القضايا ومنها الإسلام والعلم الحديث، وعلم الكون والتطور، والعلاقة بين الإسلام والعلم: الطريق إلى الأمام.
وقد استند موضوع الندوة إلى تقريرحول الإسلام والعلوم أطلق خلالها، وضعه فريق عمل الإسلام والعلم
(http://www.muslim-science.com/Islam-and-Science-Report)،.
وقد عقدت الندوة تحت رعاية سمو الأميرة سمية بنت الحسن، رئيسة الجمعية العلمية الملكية، بتنظيم ودعم مشترك من أكاديمية العالم الإسلامي للعلوم، ومركز الإسكوا للتكنولوجيا، ومؤسسة جون تمبلتون، ومبادرة العالم الإسلامي للعلوم، والجمعية التركية لتاريخ العلوم، والمنظمة الإسلامية الدولية للتربية والثقافة والعلوم.
وكان المتحدثون في الجلسة الافتتاحية سمو الأميرة سمية بنت الحسن ومؤسس مبادرة العالم الإسلامي للعلوم ومدير مشروعها السيد أطهر أسامة، والمدير التنفيذي لمركز الإسكوا للتكنولوجيا السيد فؤاد مراد، والمدير العام لأكاديمية العالم الإسلامي للعلوم السيد منيف الزعبي.
وفي كلمتها للمناسبة، قالت الأميرة سمية بنت الحسن إنه من الملحّ أن تُعالج القضايا التي ناقشتها الندوة بشكل مستمر، فرغم أنها صعبة وغالباً ما تثير الجدل غير أنها ضرورية دائما لتحقيق المصالحة السلمية بين التقدم والإيمان.
وأشارت الأمير سميّة إلى أن هناك قدراً من الاحتكاك بين الإيمان والتنمية في المستقبل من خلال العلم والابتكار، ومع ذلك، فإن الطريقة التي يدار ويعالج بها هذا الاحتكاك ستُحدد كيف سيكون التقدم في المستقبل وإلى أي مدى سيكون شاملاً ومدروساً وناجحاً. وأضافت أنه لو أردنا أن نكون أوفياء لتراثنا وإيماننا فعلينا أن نقرّ بحقيقة لا تقبل التأويل وهي أنه يجب أن تتاح المعرفة بشكل حرّ، كما يجب البحث عنها بصدق وتحليلها بوعي وحكمة.
وأشار أطهر أسامة بدوره إلى شح الحوار والتباحث حول العلوم في العالم الإسلامي، لافتا إلى أن مثل هذه الندوات محاولة لتحفيز هذا الحوار، لينشأ من الداخل بدلا من فرضه من الخارج.
ومن جانبه، أكد فؤاد مراد أن مركز الإسكوا للتكنولوجيا يُعدّ منظمة إقليمية تهدف لنقل التكنولوجيا والتطوير من اجل تحقيق التنمية المستدامة في 18 دولة عربية، والعمل من أجل تحقيق التكامل والتعاون الإقليمي في مجال التكنولوجيا والابتكار، مما يؤكد الأثر الثقافي للموضوع الذي طرحه المنتدى في مهمة المركز.
أما منيف الزعبي، فقال إن البلدان الأعضاء والمنظمات المنضوية تحت لواء منظمة التعاون الإسلامي غالباً ما تتظاهر بتأييد فكر علماء الزمن الماضي وتثني على المحيط الذين برعوا فيه. وأكّد أن أحد التحديات الرئيسة التي تواجه أعضاء وعلماء منظمة التعاون الإسلامي اليوم هو كيفية تطوير وجهة نظر حول العلم الحديث تكون منسجمة مع الإسلام فيما تبيّن قدرة العلم الحديث على معالجة المشاكل وتحفيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
ونتج عن الندوة عددٌ من التوصيات ومنها جمع وتكييف قيم عن ريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا تناسب الشباب المسلم، وتطوير تقنيات مناسبة لقياس أثر التكنولوجيا والابتكار العلمي على التنمية المستدامة في البلدان العربية والإسلامية، واستخلاص مواد تعليمية من مناقشات الندوة والعروض التي قدمت خلالها وذلك من أجل تقديمها إلى تلامذة المدارس وطلاب الجامعات، وتعزيز كافة الجهود الرامية إلى مدّ الجسور مع مجلس وزراء التربية والتعليم في البلدان الإسلامية من أجل نشر الوعي ورسالة السياسات العلمية من تقرير الإسلام والعلم الذي تم إطلاقه خلال الندوة.