عدّد اليوم الدكتور عبدالله الدردري، نائب الأمينة التنفيذية للإسكوا للبرامج، عناصر الصورة السورية بعد النزاع كما رآها المشاركون في برنامج "الأجندة الوطنية لمستقبل سوريا" في الإسكوا على أنّها:
- بَـلَـدٌ تسعى جميع مكوناته لتحقيق العودة الكريمة لجميع أبنائه النازحين واللاجئين.
- بَـلَـدٌ تُمثلُ فيه السبل السلمية الوسيلة الوحيدة لإنفاذ الإرادة السياسية، ويمثل فيه "الأمن الإنساني" الأولوية الكبرى، ويرتكز فيه الأمران على تحقق مصالحةٍ وطنيةٍ حقيقيةٍ، وعلى كون عملية بناء السلم وعملية بناء الدولة "ملكية وطنية".
- بَـلَـدٌ يُدارُ فيه التنوع إدارةً رشيدةً مستندةً إلى تمثل مفهوم المواطنة الفاعلة غير المنقوصة في إطار هوية سورية جامعة.
- بَـلَـدٌ يتسمُ النسيج المجتمعي فيه بالتماسك ورأس المال الاجتماعي بالرسوخ لاسيما من خلال تكثيف استحضار قيم التعاضد.
- بَـلَـدٌ مكوناته القاعدية حاضرةٌ في الحيز العام وفاعلةٌ فيه.
- بَـلَـدٌ التمثيلُ فيه تضمينيٌ متوازنٌ في كافة المجالات.
- بَـلَـدٌ يقوم فيه اقتصادٌ وطنيٌ يتمثل نموذجا متوازنا داعما للتنمية الشاملة المتوازنة، يوفر الحماية الاجتماعية لجميع الشرائح التي تحتاجها، ويحقق مشاركة المواطنين في عملية التنمية.
- بَـلَـدٌ الإداراتُ العامةُ فيه مؤهلةٌ واللامركزية الإدارية فيه متحققةٌ والهيكل الإداري الوطني فيه شاملٌ وتضمينيٌ وشفافٌ.
- بَـلَـدٌ يتوخى تحقيق انتعاش عادل وإعادة بناء البنية التحتية، وتوليد المعرفة والإبداع وتوظيفهما في إدارة وحماية الموارد تلبية لحاجات الأجيال، وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات توظيفا يدعم السلام والنمو.
الدردري كان يلقي خطابه الأخير في الإسكوا هذا الصباح، قبيل انتقاله إلى البنك الدولي أواخر الشهر الجاري، امام حشدٍ من الدبلوماسيين العرب والأجانب وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الإقليمية والدولية، وهي مناسبة دعت إليها الإسكوا لإلقاء الضوء على المرحلة الأولى من برنامج "الأجندة الوطنية لمستقبل سوريا" والنتائج التي توصلت إليها بما في ذلك الدروس المستقاة من العمل في هذه المرحلة. كما كانت مناسبة لعرض رؤيا المرحلة الثانية من البرنامج التي سوف تتولى إدارته من الآن فصاعداً الدكتورة خولة مطر، نائبة الأمينة التنفيذية للإسكوا لدعم البرامج.
وقال الدردري إن مبدأ البرنامج كان "الملكية الوطنية" لذلك اتُفق على أن يكون المشاركون من السوريين وأن توضع نتاجاتَه تحت تصرّف المجتمع السوري. أما المبدأ الثاني فهو "أن يكون التضمين أساس المشاركة"، أي أن يمثّل المشاركون في البرنامج مختلف شرائح النسيج المجتمعي السوري، إذ سعت إدارة البرنامج إلى أن يشارك أكبر عدد ممكن من الخبراء والفنيين في لقاءاته. ولفت قائلاً:" لست أبالغ إذ أقول إن عدد المشاركين في منصة الحوار قد ناهز 1700 شخص من المعنيين، 165 من الخبراء المختصين في قطاعات تنموية مختلفة تجاوزت الخمسين، ونحو 200 من منظمات المجتمع المدني". وأضاف:" أما المبدأ الثالث فهو "أن يكون الحوار الموضوعي الحرّ أساس العمل"، وتمثلاً لهذا المبدأ أسس البرنامج "منصة حوار" لتكون إطاراً حوارياً ذا طبيعةٍ مؤسسيةٍ مرنة. وقد ركّز الحوار على مجالات ثلاثة متداخلة هي: المجال الاجتماعي، والمجال الاقتصادي، ومجال الحوكمة. أما الخطوة الثانية التي اتخذها أعضاء الفريق استجابة لتحدي عدم وجود تجارب سابقة يمكن الاهتداء بها في ما يتصل بتصميم البرنامج، فهي إطلاق "العنان للخيال وروح الإبداع والابتكار" ثم وضع التصورات على طاولة النقاش وصولا ً إلى إنضاج المناسب منها. وهكذا وُلد لدينا هيكلٌ فريدٌ لبرنامجٍ فريدٍ أصبح بعد ولادته موضعا للاقتداء".
خولة مطر
وقد شهد اللقاء أيضاً كلمة للدكتورة خولة مطر عرضت فيها المرحلة المستقبلية للمشروع، فقالت:"تنفذ الإسكوا برنامج "الأجندة الوطنية لمستقبل سوريا" منذ عامين، كجزء من مهامها لتعزيز التنمية البشرية والتحوّل نحو الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في المنطقة. وسيواصل مهمته هذه خلال المرحلة الثانية، كونه يؤمن بقوة أنّ أرضية الحوار بين السوريين التي تمكنت المرحلة الأولى من التأسيس لها، ما زالت عاملاً رئيسياً لتحقيق السلام والجمع بين السوريين لكي يتخذوا معاً قراراً بشأن مستقبل بلدهم.
والنتائج المتوقعة للبرنامج خلال المرحلة الثانية هي:
أولاً: بناء الشراكة على أساس الحوار بين مختلف أصحاب الشأن الذي تحقق في المرحلة الأولى، كما السعي من أجل التوصل إلى حلّ سلمي للنزاع؛
ثانياً: ضمان ملاءمة العمل الذي تحقق خلال المرحلة الأولى، مع الأخذ بعين الاعتبار الوقائع السريعة التغير على الأرض؛
ثالثاً: تحويل النظرية إلى عمل فعليّ عبر الحرص على التمكن من ترجمة النقاشات المعيارية إلى أدوات حسية يمكن أن تخفف من وطأة وضع السوريين على الأرض، وهي أدوات يمكن أن تترجَم إلى مسودات إرشادية لتشكل أساساً للعمل على المستوى المحلي بطريقة تضمن أيضاً الامتثال بالسياسات المحلية الوطنية؛
ورابعاً: توفير المعلومات لصناعة القرار على مختلف المستويات بدءاً بالمفاوضات للوصول إلى حل سياسي ووصولاً إلى عملية وضع البرامج الوطنية والدولية لسوريا.
ثم اختتمت الجلسة الافتتاحية بعرضٍ قدّمه باسل كاغادو، منسّق برنامج "الأجندة الوطنية لمستقبل سوريا" في مرحلتها الأولى، قبل أن يفُتح المجال لأسئلة الإعلاميين الحاضرين وممثلي البعثات الدبلوماسية. وبعدها انتقل الدردري ومطر إلى قاعة كبار الزوار حيث كان لقاء مع صحفيين من جريدة الحياة و The Economist وLe Monde وThe Arab Weekly وAssociated Press و Deutsche Presse-Agentur.
تجدر الإشارة إلى أن "الأجندة الوطنية لمستقبل سوريا" هو برنامج يعمل فيه خبراء سوريون من مختلف الانتماءات والتوجهات وتساهم فيه مؤسسات الأمم المتحدة المختلفة. ويسعى البرنامج لإنتاج أجندة وطنية شاملة حول بدائل السياسات الضرورية لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية وتحديات الحوكمة لسوريا بعد النزاع. وسعى البرنامج على مدى السنوات الماضية الى تطوير شبكات وإحداث شراكات بين مختلف الأطراف السورية من جهة وأيضا بين الشركاء الدوليين والإقليميين من جهة اخرى.
* *** *
لمزيدٍ من المعلومات:
السيد نبيل أبو ضرغم: 0096170993144 البريد الإلكتروني: dargham@un.org
السيدة مران أبي زكي: 0096176046402 البريد الإلكتروني: abi-zaki@un.org
السيدة رانيا حرب: 0096170963761 البريد الإلكتروني: harb1@un.org
البريد الإلكتروني لوحدة الإتصال والإعلام في الإسكوا: escwa-ciu@un.org
لمزيدٍ من الأخبار:
موقع الإسكوا الجديد على الانترنت: www.unescwa.org
فايسبوك : https://www.facebook.com/unescwa و تويتر@ESCWACIU :