بيانات صحفية

2 يونيو 2011

بيروت

اجتماع إقليمي للأمم المتحدة يناقش "الربيع العربي"

هيمنت الثورات المطالبة بالديمقراطية في المنطقة العربية على جدول أعمال اجتماع في بيروت عقده ممثلون رفيعو المستوى لعدة منظمات تابعة للأمم المتحدة تعمل في المنطقة في سياق آلية للتنسيق الإقليمي واختتموا مداولاتهم بتجديد التزامهم بتعزيز تنسيقهم مع جميع الأطراف العاملة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي. تعهد المشاركون بهذا الالتزام خلال الاجتماع الخامس عشر لآلية التنسيق الإقليمية الذي عقد في 1 حزيران/يونيه في بيت الأمم المتحدة في بيروت وشارك فيه مدراء ومسؤولون إقليميون من 22 وكالة تابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية وإقليمية أخرى وكذلك شركاء من الدول العربية. دور آلية التنسيق الإقليمية هو تسهيل اتساق السياسات في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة بين مختلف منظمات الأمم المتحدة ومع الأطراف الإقليمية الأساسية. وقد هدف الاجتماع إلى تعزيز الشراكات في المنطقة من أجل دعم التنمية المستدامة والمتكاملة في المنطقة العربية في هذه المرحلة الحاسمة. وأكد المجتمعون على ضرورة إيجاد منهجية إنمائية بديلة في ضوء التغيرات الحاصلة في البلدان العربية منذ بداية الربيع العربي في عام 2011. كما اتفقوا على إنشاء فريق عامل متخصص لتعزيز التكامل الإقليمي عبر رصد التحديات والفرص والأولويات لتحقيق هذا التكامل، ودعم البلدان الأعضاء في تطوير استراتيجيات طويلة الأمد لتحسين هذا التكامل. ترأست الاجتماع كل من الأمينة التنفيذية للإسكوا ريما خلف والأمينة المساعدة لجامعة الدول العربية رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية سيما بحوث. كما حضر الاجتماع ممثلون من منظمات دولية وإقليمية والبنك الدولي ومنظمات من المجتمع المدني، بالإضافة إلى خبراء إقليميين وأكاديميين. كان المحور الأساسي للاجتماع هو "الانتقال إلى الديمقراطية"، وذلك بالنظر إلى الاضطرابات والثورات الراهنة التي تشهدها المنطقة. وقد ناقش المشتركون فرص التعامل مع أصحاب المصالح الإقليميين من جامعة الدول العربية وصندوق النقد الدولي والمصارف الإقليمية، فضلاً عن البلدان الأعضاء، وذلك لتسهيل عملية الانتقال إلى الديمقراطية في المنطقة. كما تم تحديد آليات واضحة لإشراك الجهات الإقليمية والدولية الفاعلة في الحوار للاستفادة من التحول الاجتماعي. وقالت ريما خلف في كلمتها إن "ربيع العرب قد بدأ"، مضيفةً بأن "المجتمعات العربية تطالب علناً بمبدأ المساءلة قبل كل شيء (...) وما هو واضح في هذا المجال هو أن حواجز الخوف قد تحطمت، وبالتالي فإن المنطقة لن تعود إلى حال الجمود السياسي والاقتصادي الذي كان سائدا قبل 17 كانون الأول 2010. وأشارت إلى أن المواطنين متمسكون بالمطالبة بالحقوق التي حرموا منها طويلاً، ولا رجوع عن التغيير. وكشفت الأمينة التنفيذية للإسكوا أن اللجنة الإقليمية نظمت على مدى يومين اجتماعا للعصف الذهني في القاهرة لتبادل الأفكار مع ممثلي الشباب الذين شاركوا في ساحات الحرية في الدول العربية، وذلك في نيسان/أبريل من أجل ضمان تناغم استجابة الإسكوا وتطلعاتهم. وأضافت أنه، وفي إطار دعم الربيع العربي وتلبية الاحتياجات الطارئة ومساعدة الشعوب في هذه الدول للعبور إلى المرحلة الجديدة، تعمل الإسكوا على مراجعة برامج عملها الداخلية وسوف تطلق ثلاث مطبوعات رئيسية جديدة تستعرض الخيارات المناسبة للمنطقة وتجسد أولويات الشباب. من جهتها أكّدت بحوث على اهتمام جامعة الدول العربية بتعزيز الشراكة والتنسيق والتعاون مع الإسكوا، خاصة في ظل الظروف التاريخية التي تمرّ بها المنطقة العربية. وقالت إن دعوات التغيير والإصلاح ارتفعت من مختلف شرائح المجتمع واستجابت البلدان العربية بأشكال مختلفة لهذا الحراك السياسي والاجتماعي، وعبّرت الشعوب بأشكال مختلفة عن أوجاعها... "باختصار، لقد تغيّر العالم العربي". وأضافت بحوث قائلة إنه رغم بعض النجاحات فإن السياسات الإنمائية أخفقت في إيجاد الكرامة والحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية للأعداد المتزايدة من الشباب العربي. واختتمت بالقول إن الوصول إلى مجتمع يتمتع بالنماء والرخاء رهن بتحقيق العدالة الاجتماعية، وتمنت أن يساهم هذا الاجتماع في تمكين البلدان الأعضاء من إنجاح تحولها نحو الديمقراطية. أكد المجتمعون في توصياتهم الختامية على أهمية تعزيز التنسيق والتعاون بين الأمم المتحدة والأطراف الإقليمية في مجال الإحصاءات في الدول العربية، وتسهيل صياغة السياسات القائمة على الأدلة في البلدان الأعضاء والأطراف العاملة في مجال التنمية.
arrow-up icon
تقييم