بيانات صحفية

11 نيسان/أبريل 2006

بيروت

إفتتاح المؤتمر الإقليمي العربي للمراجعة والتقييم العشري لتنفيذ جدول أعمال الموئل

اعتبرت اليوم السيدة انهار حجازي، رئيس إدارة التنمية المستدامة والإنتاجية في "اسكوا"، أنه على الرغم من الإنجازات التي حققتها الدول العربية لتلبية الحاجات الأساسية للسكان من العمل على توفير المسكن، البنية الأساسية والمرافق الخدمية والاجتماعية واستمرار الجهود التي تبذل في هذا المجال، فان تغييب المساواة في الحقوق والتباينات في توفير هذه الحاجات الأساسية بين الفئات المجتمعية المختلفة، تمثل تهديداً قوياً لنتائج التنمية وإمكانات تحقيق استدامتها كما أنه يؤدي إلى توافر عوامل عدم الاستقرار والاختلالات البنيوية ذات الثمن الاجتماعي المرتفع الذي قد يجاوز الميزانيات الأساسية التي رصدتها الحكومات لتحقيق ذلك. حجازي كانت تتحدث باسم الأمين التنفيذي لـ"اسكوا" السيدة مرفت تلاوي في افتتاح "المؤتمر الإقليمي العربي للمراجعة والتقييم العشري لتنفيذ جدول الموئل: عشر سنوات بعد اسطنبول" الذي تستمر أعماله حتى يوم الخميس 13 نيسان/ابريل 2006 في بيت الأمم المتحدة، بيروت. وقد تحدث في الجلسة الافتتاحية أيضاً كل من السيد علي شبو، رئيس مكتب برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في عمان، الأردن، والدكتور جمال الدين جاب الله ممثلاً جامعة الدول العربية. وفي كلمتها، قالت حجازي: "إن "اسكوا" باختيارها لشعار مؤتمركم اليوم إنما تؤكد على ضرورة بلورة رؤيا عربية حول قضايا التحضر، والتنمية المستدامة، يمكن أن تستند إليها التوجهات المستقبلية لاستراتيجيات وسياسات الإسكان والتحضر في دول المنطقة، وتتمحور هذه الرؤيا حول ثلاثة أبعاد: البعد الأول: تكريس مضمون وأهداف جدول أعمال الموئل الثاني، وكذلك التأكيد على الالتزامات التي تعهدت دول المنطقة العربية بتنفيذها في إطار ذلك. وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة العربية قد شهدت انخراطاً غير مسبوق للحكومات ولمؤسسات القطاع الخاص، وتحفيزاً استثنائياً لدور السلطات المحلية والمجتمع المدني في العمل على تنفيذ مبادئ وأهداف جدول عمل الموئل. ويعود ذلك في المقام الأول إلى جهوزية دول المنطقة العربية وتطلعاتها التنموية في مطلع حقبة التسعينات، وفي المقام الثاني إلى الشمولية المميزة التي تناول بها الموئل أوجه التنمية الحضرية المستدامة المتعددة الأبعاد، والتي تركز على تحقيق: المأوى الملائم للجميع والمستوطنات البشرية المستدامة في عالم آخذ في التحضر. البعد الثاني: التأكيد على ضرورة مواصلة دول المنطقة العربية لإنجازاتها، الساعية إلى تحسين الظروف المعيشية للسكان في الحضر والأرياف. وقد كانت "إسكوا" قد رصدت هذه الإنجازات من خلال المتابعة الدورية لتطور السياسات الإسكانية والتحضر، ومتابعة التقارير الوطنية التي أعدتها الحكومات ورفعتها إلى الاجتماعات الإقليمية لمتابعة تنفيذ الموئل. كما ساهمت في صياغة الإعلان العربي للمستوطنات البشرية وإعلان الرباط 1995، الذي شكل المدخل العربي لإعلان مبادئ جدول عمل الموئل وخطة عمله العالمية. البعد الثالث: اعتبار الدعوة إلى المساواة في التنمية مطلب أساسي لتحقيق المساواة الاجتماعية والمساواة في فرص النفاذ إلى ضمان حيازة المسكن الملائم، والانتفاع من الخدمات الأساسية الحضرية، والبنى التحتية، إضافة إلى الخدمات الاجتماعية، والتعليمية، والصحية، لصالح كل الفئات المجتمعية وخاصة النساء والشباب وذوي الإعاقات والفئات المهمشة". وأضافت: "إن الهدف الأساسي لمؤتمركم اليوم هو التوصل إلى اتفاق حول ضرورة مواصلة الدول العربية للرصد والتقييم الدوري، كأداة منهجية لتحليل وتقويم أثر السياسات والاستراتيجيات والإجراءات في توفير المأوى الملائم وتحقيق التنمية المستدامة للمستوطنات البشرية، وتحفيز كافة الشركاء في التنمية لإجراء تقويم منهجي ومنتظم لأدائها، ودعوتها إلى تعزيز المساواة في التنمية المستدامة للمجتمعات الحضرية والريفية، ومواصلة العمل على متابعة تنفيذ نتاج جدول عمل الموئل الثاني هابيتات 2 على كافة المستويات، وكذلك متابعة نشاط الحملتين العالميتين لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وإطلاق الحملة الإقليمية لضمان حيازة المسكن والأرض والإدارة الحضرية الجيدة في المنطقة العربية، إضافة إلى المشاركة الفاعلة في تحقيق أهداف الألفية الإنمائية: الهدف السابع، الغاية الحادية عشرة، والقاضية "بتحقيق تحسن كبير بحلول عام 2020 وذلك لمعيشة ما لا يقل عن مائة مليون من سكان الأحياء الفقيرة"، والهدف الثامن، الغاية الثالثة عشرة: "الشراكة العالمية من أجل التنمية وتعزيز الحكم الرشيد". شبو وكانت جلسة الافتتاح قد بدأت بكلمة للسيد علي شبو الذي قال: "تشكل المدن مصدر جذب إلى ملايين البشر الباحثين عن فرص عمل وعن فرص لتحسين أوضاعهم المعيشية، فالمدن كانت على الدوام المحرك الأساسي للنمو والحاضنة لآمال الفقراء. وبها يبرز الإبداع التنوعي والثقافي والفني للبشر. فالمدن التي تحقق معدلات متزايدة في النماء والمنتجة للإبداع البشري غالباً ما تُشذب وتضع أنماطا جديدة للسلوك المجتمعي الحضاري والمتقدم مما يؤسس لمجتمع متجانس قادر على حلّ خلافاته بالحوار. غير أن المدن تشكل أيضاً المكان الأكثر وضوحاً في انعدام مبادئ العدالة الاجتماعية، ففي المدن تتشكل جيوب الفقر وفيها يهمش ويقصى الفقراء عن النسيج الحضري والمنتج للمدينة وفيها أيضا يتنامى الإحساس بعدم الأمان والطمأنينة. فلا يكفي أن تكون المدينة محرك منتج للنماء ولا حاضنة أحلام وفرح الفقراء بل يجب أن تكون مدينة شاملة متجانسة اجتماعياً لها منافذ لآمال الفقراء وقنوات لسماع أصواتهم، مدينة قائمة على العدالة الاجتماعية تعزز فيها وتقوى أدوار الفقراء والمهمشين وتتساوى فيها الفرص للمرأة على جميع الأصعدة وهذا بمجمله يشكل روح المفاهيم والأهداف التي ترمي إليها أجندة الموئل السابق ذكرها. أود أن أشير إلى أنه خلال فترة التحضيرات لمؤتمر اسطنبول كانت جميع أدبيات التنمية تتحدث عن واقع مليار إنسان في العالم يعيش بأقل من دولار في اليوم في أحياء فقيرة وعلى هامش المدن مما يستوجب العمل السريع لتحسين أوضاع ما أمكن من سكان تلك الأحياء الفقيرة. ولكن لنرى أين نحن الآن بعد عشر سنوات من إقرار جدول أعمال الموئل أو أجندة الموئل. إن ذات الأدبيات التنموية اليوم تتحدث عن ما يقارب مليار ونصف المليار إنسان يعيش بشكل مهمش في أحياء تفتقر إلى الخدمات الأساسية التي تصون كرامة البشر. لعل ذلك يدعو للتساؤل عن فعالية العمل التنموي الوطني، فإذا كنا لا نستطيع أن نقلص عدد الفقراء والمهمشين في الأحياء الفقيرة والمعدومة من الخدمات الأساسية عن طريق ا&#
arrow-up icon
تقييم