بيانات صحفية

18 أيلول/سبتمبر 2012

بيروت

أعلام تونس وليبيا والمغرب ترفرف منذ اليوم أمام مقرّ الإسكوا في بيروت
خلف: التكامل العربي لم يعُد ترفاً فكرياً بل هو خيار استراتيجي

الثلاثاء، 18 أيلول/سبتمبر 2012 (وحدة الإعلام والاتصال في الإسكوا)— قالت الدكتورة ريما خلف، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا، إن التكامل العربي بمكوّناته الاقتصادية والاجتماعية والحضارية، "لم يعد ترفاً فكرياً يمكننا الاستمرار في تجاهله. بل هو خيار استراتيجي، وشرط أساسي لتحقيق نهضة حضارية تحقق الأمن والرفاه للإنسان، والازدهار والمنعة للأوطان". كلام خلف جاء في الاحتفال الرسمي الذي أقامته الإسكوا مساء اليوم أمام بيت الأمم المتحدة في ساحة رياض الصلح، بيروت، احتفاءً بانضمام الجمهورية التونسية وليبيا والمملكة المغربية إلى عضوية اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا). وقد رفع حرس الشرف في الإسكوا أعلام البلدان الثلاثة على وقع الأناشيد الوطنية التي عزفتها موسيقى قوى الأمن الداخلي في حضور ممثّل وزير الخارجية والمغتربين اللبناني السفير وفيق رحيمي، وسفير الجمهورية التونسية في لبنان السيّد محمد فوزي بلّوط، وممثل ليبيا السيّد على أحمد الصالح، وكيل وزارة التخطيط، وسفير المملكة المغربيّة في لبنان الدكتور علي أومليل، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان السيد ديريك بلامبلي، وحشد من الشخصيات الدبلوماسية العربيّة والأجنبية. كما حضر رؤساء بعثات الأمم المتحدة في لبنان وكبار المسؤولين في الإسكوا وحشد من العاملين فيها. وفي كلمتها قالت خلف:"إن انضمام المغرب وليبيا وتونس إلى عضوية الإسكوا سينعكس إيجاباً ليس على تلك الدول فحسب، وإنما أيضاً على سائر الدول الأخرى، وعلى كفاءة المنظمة ذاتها. فهو سيرفع من قدرتنا على مواءمة أهدافنا وبرامجنا مع الأولويات الإقليمية، ويحسّن استجابتنا لاحتياجاتها، ويجعلنا أكثر تواؤماً مع تركيبة المؤسسات الإقليمية القائمة، ولاسيّما جامعة الدول العربية ومنظماتها المتخصّصة ومكاتب الدول العربية التابعة لهيئات الأمم المتحدة. وكل هذا يعظّم من دور الإسكوا كمصدر للمعارف الجديدة، ومركز لتبادل الخبرات، وكحلقة وصل حيوية تربط بين المستويين الإقليمي والدولي". بلّوط وبعد رفع العلم التونسي، تكلّم السفير محمّد فوزي بلّوط فقال: " نتمنّى كل النجاح والتوفيق للمهمة الاستكشافية التي يقوم بها حالياً في تونس وفد من الإسكوا قصد التباحث مع الجهات التونسية المعنية حول إمكانية وضع برنامج للتعاون الفني يمكّن بلادنا من إعداد خارطة الاستثمار في الجهات الأقلّ نموا". وأضاف: " أودّ أن أؤكد عزم تونس على العمل من أجل تعزيز علاقات التعاون مع الإسكوا بما يسهم في دعم المجهود التنموي على المستوى الوطني في هذه المرحلة الهامة من تاريخ بلادنا بما يخدم الاندماج والتكامل بين اقتصاديات الدول الأعضاء". الصالح وبعد رفع علم ليبيا، ألقى السيّد علي أحمد الصالح كلمة جاء فيها: "إني أثمن عالياً قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة بالموافقة على انضمام ليبيا لعضوية "الإسكوا"، ها هي ليبيا اليوم ترسم طريق المستقبل، نحو تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من أجل خلق اقتصاد متجدد وتنمية مستدامة لتحقيق الرفاهية للأجيال الحاضرة والأجيال القادمة. لقد غيبت ليبيا عن المجتمع الدولي خلال الأربع عقود الماضية إلا أن ليبيا اليوم ستكون عضواً فاعلاً يساهم في التنسيق والتكامل مع الدول الأعضاء لتعزيز آفاق التعاون في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية". أومليل والكلمة الأخيرة كانت للسفير على أومليل الذي تكلّم بعد رفع علم المملكة المغربية، فقال: "إن بلادي بانضمامها لهذه اللجنة الإقليمية المتميّزة، سوف تُفيد ولا شكّ من برامجها وخبراتها وكفاءة أطرها (كوادرها) في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية. كما أن المغرب سوف يقدّم تجربته التنموية الشاملة التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مختلف المجالات: في مجال التنمية البشرية بإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وفي مجال إنتاج الطاقة المتجددة باعتماد المغرب أكبر مشروع لإنتاجها في المنطقة، وفي مجال تدبير المياه والمحافظة على البيئة، ومشروع التغطية الصحيّة الشاملة للشريحة الفقيرة في المجتمع ولمحدودي الدخل، وفكّ العزلة على البوادي والأرياف بتأهيل البنية الأساسية ومدّ شبكة الكهرباء والمياه الصالحة للشرب، وإصلاح جذري لمنظومة التربية والتعليم وتمكين سائر أبناء المغاربة من التمدرس، وإصلاح منظومة القضاء...إلى غير ذلك من الأوراش والإصلاحات التي شهدتها وتشهدها بلادي". تجدر الإشارة إلى أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة وافق على القرار المتعلّق بطلب تونس وليبيا والمغرب الانضمام إلى عضوية الإسكوا وذلك خلال دورته العادية الأخيرة التي عُقدت في نيويورك خلال شهر تموز/يوليو 2012.
arrow-up icon
تقييم