تنظّم الإسكوا حلقة عمل تدريبية تركز على أهمية تغيير الذهنيات في القطاع العام في ليبيا للنهوض بالابتكار وتحقيق التحوّل المؤسسي. وتسعى الحلقة إلى تحديد مهارات واستراتيجيات جديدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز قدرات الحكومة الليبية على وضع سياسات مُحكمة. وهي تبني على تقييم سابق للجهوزية تحدد من خلاله التحديات والاحتياجات من القدرات، وتطرح أفكاراً جديدة يمكن اعتمادها في المؤسسات العامة، وتساعد المشاركين على وضع خطط عمل لتحسين اتساق السياسات وتغيير الذهنيات.
ذهنيات جديدة في الإدارات العامة
الوثيقة الختامية
عقدت الإسكوا بالتعاون مع وزارة التخطيط الليبية ورشة عمل (تونس 11 – 13 حزيران/يونيو 2024، شارك في الورشة 14 موظفا وموظفة من الوزارة) حول تغيير الذهنيات واتساق السياسات في الإدارة العامة للمساعدة على التعافي من الأزمات والصراعات وإطلاق عجلة التنمية المستدامة. ركزت الورشة بأسلوب عمل تفاعلي مع المشاركين والمشاركات، في قسم أول، على أهمية تغيير الذهنيات على مستوى تطوير وتنفيذ السياسات العامة من قبل الوزارات وإدارات ومؤسسات القطاع العام. وبعد مراجعة مفصلة لأهم التحديات الناتجة عن الذهنيات الحاكمة داخل الإدارة العامة في ليبيا والتي تعترض عمل فريق التخطيط، تم عرض ومناقشة سبل تغيير الذهنيات (التصورات المسبقة والسلوكيات والتصرفات والمواقف...)، على المستويين القيادي والفردي لدى الموظفين العموميين، كمدخل أساسي للانفتاح على المقاربات والمنهجيات الجديدة المطلوبة لمواجهة ومعالجات التحديات والازمات ولضمان الفعالية المؤسسية. وتم وضع عدد من المقترحات للمساعدة على تغيير الذهنيات تدريجيا داخل الادارة العامة في ليبيا وصولا الى ذهنيات منفتحة ومؤهلة ومسؤولة، قادرة على النهوض بمهام الإدارة العامة وتقديم خدمات جيدة للمواطنين.
ثم تناولت الورشة، في قسم ثاني، موضوع اتساق السياسات العامة كأحد أركان الحوكمة الفعالة للتنمية المستدامة، والتي حظيت باهتمام متزايد بشكل كبير مع اعتماد خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وبعد عرض ومناقشة الطبيعة المترابطة لأهداف التنمية المستدامة (مع التركيز على الهدفين 16 و17) وللتفاعلات (التآزر والمفاضلة) التي تحدث بين مجالات السياسة المختلفة، عمل المشاركون/ات على مراجعة التقرير الذين قاموا بإعداده، خلال ورشة سابقة مع الإسكوا، حول "مخاطر الهشاشة في ليبيا: الحركات، الآثار، المعالجات"، كدراسة حالة لموضوع اتساق السياسات بين الوزارات والإدارات العامة في ليبيا. وقام المشاركون في مرحلة أولى بمراجعة التقرير من منظار تحقيق الاتساق داخل كل مجال من مجالاته (الاقتصادي، والاجتماعي، والبيئي، والمؤسسي)، وفي مرحلة ثانية عملوا، من خلال تمارين تطبيقية ومحاكاة الواقع الميداني، على تحقيق الاتساق بين المجالات المختلفة مع تحديد شروط ومتطلبات هذه العملية ضمن السياق الليبي الحالي.
اختتمت ورشة العمل بالتوصية بأهمية الاستمرار بتطوير عمل فريق وزارة التخطيط على مستويين. أولاً، على مستوى المعارف والتقنيات، حيث سيستمر فريق وزارة التخطيط في تطوير التقرير وتحويله إلى خطة تتضمن سياسات متسقة بين مختلف المجالات، وعقد ورشة عمل حولها داخل الوزارة لعرضها ومناقشتها في سبيل اعتمادها. ثانياً، على مستوى دور وصلاحيات فريق وزارة التخطيط عبر الخروج من ذهنية العمل ضمن صوامع منعزلة، والسعي الى تعزيز تواصله وتعاونه مع الفرق المعنية في التخطيط داخل الوزارات والإدارات العامة في ليبيا، للوقوف على التحديات التي تواجهها وعلى المنهجيات والأدوات التي تعتمدها في عملها، في مرحلة أولى، وصلاً إلى تطوير التنسيق والتكامل، في مرحلة لاحقة.
مبادرات: الحوكمة وبناء المؤسسات