في هذا الإطار، عقدت اليوم لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) والبنك الإسلامي للتنمية اجتماعًا تشاوريًا حول محاور الربط الحيوي بين البلدان العربية في بيت الأمم المتحدة في بيروت شارك فيه خبراء رفيعو المستوى من المنطقة العربية في مجالات النقل والطاقة والكهرباء وخبراء دوليون من مؤسسات إقليمية ودولية معنية بالتنمية على رأسهم الأمين التنفيذي للإسكوا الدكتور محمد علي الحكيم الذي رحّب بالأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشؤون الاقتصادية الدكتور كمال حسن علي وممثل البنك الإسلامي للتنمية السيد سيد حسن قادري.
في كلمته، قال الحكيم إنّ أهمية الربط بين الشبكات الوطنية للبنى التحتية المختلفة باتت من المسلمات كقاعدة أساسية لتحقيق التكامل بين الموارد المتاحة في البلدان والأقاليم، للاستفادة القصوى من المزايا التي يتمتع بها كلّ بلد، وخلق فضاء اقتصادي موحد للإنتاج والتوزيع، يشجّع المنافسة والابتكار ويخلق المزيد من فرص الاستثمارِ والعمل.
وترى الإسكوا أنّ التعاون الاقتصادي بين البلدان وانفتاحها على بعضها البعض من أهم الشروط التي تمكّن من الاستفادة المشتركة من الموارد الطبيعية لتحقيق أمن المياه والغذاء والطاقة والتي تعزز الوقاية من الخلافات والنزاعات ودرء أخطارها.
وتحدث الدكتور كمال علي من جامعة الدول العربية عن النقل كنشاط إنتاجي يخلق قيمة اقتصادية وكأداة فعالة في عملية التوزيع الاقتصادي بقيامه بالدور الرئيسي في تبادل البضائع وتوزيعها. وقال إنه يعدّ الركيزة الأساسية لتفعيل اتفاقيات التعاون في مختلف مجالات العمل العربي المشترك. كما أشار إلى أنّ تنفيذ مشروعات ربط الشبكات الكهربائية من الإنجازات المهمة على صعيد التكامل العربي.
وقدّم المستشار الإقليمي للنقل واللوجستيات في الإسكوا الدكتور يعرب بدر عرضًا مرئيًا حول مشروع اللجنة الإقليمية لصياغة رؤية مشتركة لربط محاور النقل واللوجستيات في المنطقة العربية وقال إنّ تحقيق التنمية الشاملة يعتمد على تشغيل شبكات فعالة وقوية تدعم التدفقات الحيوية للبشر والطاقة والمواد والسلع والمعلومات. وأضاف أن ذلك يتضمن النفط والغاز والكهرباء وغيرها من شبكات الطاقات المتجددة والمياه والاتصالات. وحذّر بدر من أنّ التنمية الشاملة ما زالت تواجه صعوبات عديدة في العديد من أنحاء المنطقة العربية. وحثّ بالتالي على إجراء تحقيق معمّق حول دور التكامل الإقليمي في مواجهة هذه التحديات من خلال تعاون منصف ومتوازن مبني على رؤيا موحدة نحو المستقبل.
وسعى الاجتماع إلى استعراض الواقع الحالي لمختلف شبكات النقل والمواصلات والكهرباء والطاقة في البلدان العربية ومناقشة العقبات التي منعت وتمنع تحقيق الربط والإدماج لشبكات ومحاور الربط الحيوي بين البلدان العربية والسبل المتاحة لتجاوز هذه العقبات في ضوء الدروس المستفادة من التجارب الدولية السابقة. في هذا السياق، قال سيد قادري ممثلاً البنك الإسلامي للتنمية إنّ التجارب الحديثة أظهرت أنّه خلال العقود الأخيرة، حققت بلدان من كافة أنحاء العالم ازدهارًا اقتصاديًا أكبر بعد تعزيز عمليات التداول والاستثمار في ما بينها وبعد اعتماد سياسات اقتصادية وبرامج تعاون يستفيد منها الجميع.
ومن بين أهداف الاجتماع كذلك ابتكار الحلول الممكنة لتحييد محاور الربط الحيوي عن الخلافات والنزاعات السياسية وتحويلها إلى محاور للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وحوامل للاستقرار والسلم الإقليميين تساهم في درء أخطار حصول نزاعات مستقبلية. في هذا الإطار، قال الحكيم: "إن الظروف الصعبة التي تمرّ بها منطقتنا يجب ألا تثنينا عن التطلّع إلى بريق أمل تحمله الجهود المخلصة المتضافرة للمؤسسات المشاركة في هذا الاجتماع. بريقٌ قد يحوّل تطلعاتنا إلى مشروع قابل للحياة يحقق جزءًا من الربط الحيوي المنشود".
* *** *
لمزيد من المعلومات:
نبيل أبو ضرغم، المسؤول عن وحدة الاتصال والإعلام: 96170993144+ dargham@un.org
السيدة رانيا حرب: +96170008879 harb1@un.org
السيدة ميرنا محفوظ: +96170827372 mahfouz@un.org
السيد حيدر فحص: +96170079021 haydar.fahs@un.org