9-11 كانون الأول/ديسمبر 2021
حلقة عمل

قياس الفقر المتعدد الأبعاد

المكان
  • عمان، الأردن
للاتصال
شارك

تُنظّم الإسكوا وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة، بالشراكة مع المركز العربي لدراسات السياسات الاجتماعية والقضاء على الفقر، ورشة عمل تدريبية حول تصميم دليل الفقر المتعدد الأبعاد وحسابه وعرضه. تهدف ورشة العمل إلى:

- عرض الحقائق المنهجية الرئيسية المتعلقة بالفقر وعدم المساواة في المنطقة العربية، فضلاً عن تحديات التنمية ذات الصلة بجائحة كوفيد-19، والصدمات الإقليمية الأخرى؛

- زيادة المعرفة الفنية بكيفيّة وضع دليل للفقر المتعدّد الأبعاد باعتماد منهجيّة ألكاير-فوستر لقياس الفقر؛

- الاطلاع على كيفية استخدام أداة الإسكوا لحساب دليل الفقر المتعدد الأبعاد؛

- معرفة كيفية ربط سياسات الحد من الفقر بنتائج دليل الفقر المتعدد الأبعاد؛

- مناقشة كيفية تعزيز نظم الحماية الاجتماعية ودورها في الحد من الفقر، ومساعدة المشاركين في تقييم السياسات.

الوثيقة الختامية

لقدعرض المنظمون والمقدمون لهذه الورشة المفهوم العام و التفصيلي لدليل الفقر المتعدد الأبعاد، بالإضافة إلى عروض تتعلق بالمهجياة التي تم تطويرها مؤخراً بغرض تطوير مفهوم الدليل و توسيع نطاق إستعماله، قامت الإسكوا أيضاً بعرض أداة (MAT) الداعمة لاحتساب الفقر المتعدد الأبعاد، وتمكين الحاضرين بكيفية استخدامها، حيث  كان المشاركون منخرطين للغاية وشاركوا بنشاط في المناقشة والتمرين. 

 شاركت الوزارات والمكاتب الإحصائية المعنية بشكل كبير خلال الجلسات وكانت النتيجة تفاعلية في الغالب حيث تم تبادل أفضل ممارسات الدول الأعضاء والدروس المستفادة. أعرب المشاركون من الجزائر ودول أخرى عن اهتمامهم الكبير بالمضي قدمًا ويمكننا أن نتوقع المزيد من الطلبات الرسمية للحصول على المساعدة الفنية من الإسكوا لإنشاء مؤشرات MPI وطنية.

أكد المنظمون في كلمة الإفتتاح على أهمية حساب الفقر متعدد الأبعاد وخاصة بعد الاثار الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كوفيد-19 التي اسفرت عن وقوع حوالي ١٦ مليون شخص اضافي في براثن الفقر في المنطقة العربية. وأشاروا الى أن ورشة العمل تهدف الى تقديم مفهوم جديد للفقر، واسع و شامل لا يعتمد فقط على المنظور المادي بل يتضمن ابعاد عديدة من ضمنها الصحة و التعليم و العمالة والاصول والخدمات ومستوى المعيشة وغيرها.  هذا المفهوم الواسع يساعدنا على فهم الفقر بشكل اعمق ويحدد الفقراء بشكل أوسع و من الضرور أخذ خصوصيات  واحتياجت، كل دولة عند حساب الفقر الوطني متعدد الابعاد.

 وذكر المونظمون ان قياس الفقر وحده لا يكفي لحل المشكلة و لكنه خطوة أولى هامة يجب المرور بها لوضع سياسات فعالة، تغير من وضع الفقراء وترفعهم من خانة الفقر الى خانة الطبفة الوسطى وتحد من وقوع افراد واعداد جديدة من المجتمع في دائرة الفقر.

كما تم تحديد الهدف من ورشة العمل:    تعزيز قدرة المشاركين/ات على فهم وقياس الفقر المتعدد الأبعاد،   تمكين المشاركين/ات من تصميم مؤشرات الفقر متعدد الأبعاد، وتقييم حالت الفقر و  تمكين المشاركين من استخدام أداة الإسكوا الداعمة لاحتساب دليل الفقر المتعدد الأبعاد. 

في هذه الجلسة تم عرض تحدّيات التنمية في المنطقة العربية حيث سجّل دليل التنمية البشرية تقدم بطييء بين عام 1970 و 2000 مقارنة بالمعدل العام الدولي. كذلك يتبين لنا أنه ما بعد عام ٢٠٠٠،  قد سجل معدل التنمية في المنطقة العربية معدلات متواضعة و هي بالإجمال أقل من المعدل الدولي.

فيما خصّ دليل الفقر المتعدد الأبعاد في المنطقة العربية قهو يسجل انخفاضاً عند قياسه عبر الزمن، رغم بطئه قياساً بمعدل الانخفاض العالمي. كذلك يظهر لنا أن سد الفجوات بين الأغنياء و الفقراء في مؤشرات الصحة والتعليم إلى تحسن مما يعني مزيد من الحد في اللّامساواة.

أيضاّ تم التطرّق في هذه الجلسة الى موضوع الفقر المادّي حيث تبين أن المنطقة العربية لديها ثاني أعلى معدل فقر عالمياً و ذلك باستخدام خطوط الفقر العالمية المعتمدة (1.9 و 3.2 دولار يومياً) ممّا يوكّد أن الحيّزالمالي يشكّل تحدّياً كبيراً لمستقبل هذه المنطقة, حيث يرتفع الدين بشكل أسرع من النموّ أضف إلى ذلك مشكلة النفقات الاجتماعية في هذه المنطقة التي تكتسب أقلّ نسبة من غيرها من الدعم المالي للحكومات و ذلك يؤثر على جودة بعد الخدمات في هذه الدول.

في الخلاصة، و في المستقبل القريب ستواجه هذه المنطقة مشكلة رئيسية وهي الحيز المالي المحدود للإنفاق الإجتماعي بسبب إرتفاع الدين و العجز. 

تم عرض كيفية احتساب دليل الفقر المتعدّد الأبعاد (تمّ شرح و عرض: الأبعاد التعدّدة, المؤشرات المتعدّدة, قطع الحرمان, الاوزان, قطع الفقر, شدّة الفقر, نسبة و معدّل الفقراء, تفصيل احتساب الفقر على المجموعات السكانية الفرعية, و نسبة مساهمة المؤشرات).

أيضاّ تم عرض الإختبارات العديدة المتاحة لتحليل ودراسة المتانة لهذا الدليل مع الإشارة إلى أن إختبارات المتانة هذه قد طبّقت نظريّاً و عمليّاً (تجريبيّاً) مما يجعل من دليل الفقر ركيزة أساسيّة في إحتساب درجة الفقر.

في ختامها, تمّ شرح الإطار العالمي لدليل الفقر المتعدّد الأبعاد بأبعاده الثلاثة و مؤشراته العشر و قد تبيّن أنّ أكثر من 1.2 مليار نسمة (مليار و ثلثمائة مليون نسمة) هم من الفقراء و لا سيّما أن أغلبيّتهم يعيشون في منازل تحرم فيها المرأة من التعلّم.

تمّ التطرّق فيها إلى التقرير العربي الأول حول الفقر المتعدّد الأبعاد الذي تم اعتماده من قبل المجلس الإجتماعي الوزاري العربي عام 2017 حيث أظهر تعرّض المنطقة العربية الى نكسات وتحدّيات كبيرة تبدأ بالنزوح ولا تنتهي بالأزمات الإقتصادية بما في ذلك جائحة كورونا مما جعل نسبة الفقر المتعدّد الأبعاد كبيرة نوعاً ما.

كذلك تمّ مراجعة الإطار العربي عام 2019 من أجل الحصول على دقّة أفضل في إلتقاط مستويات الفقر و مراعاة الحالات المتزايدة للصعوبات الإقتصادية في العديد من الدول العربية و أيضاً لتسهيل المقارنة بين البلدان و عبر الزمن و التوافق مع المسوحات.

في ختامها تمّ عرض دليل الفقر المتعدد الأبعاد الوطني لكل من دولة مصر والعراق وفلسطين وقد تركّز الحوار حول آلية العمل المتّبعة في الإسكوا والجهات الوطنية المعنية إضافة إلى مناقشة الإطار الزمني لهذه الدراسات و التحدّيات.

تمّ عرض الأداة المتطوّرة من قبل الإسكوا(أداة إحتساب الفقر المتعدد الأبعاد) حيث وُزّع الحاضرون إلى مجموعات عمل صغيرة وكل مجموعة قامت ببناء الإطار لدليل الفقر و احتسابه وذلك باعتماد مسح تابع لدولة العراق.

في هذه الجلسة، تم عرض ثلاثة أساليب محاكاة لدليل الفقر المتعدد الأبعاد، و إن هذه الأساليب المختلفة تساعد مستخدميها إلى الإجابة على الأسئلة التالية:

- ما العمل عند مواجهة تحديات تقنية متعلقة بالبينات المحدودة

- كيفية التنبؤ الأني 

- التنبؤ المستقبلي 

- كيف يمكن للدولة تحديد هدف خفض دليل الفقر المتعدد الأبعاد في المستقبل

تم التطرق في الجلسة الثامنة الى نقاط دخول لأدلة الفقر متعدد الابعاد ضمن دورة حياة "استراتيجية الحماية الاجتماعية"، على سبيل المثال باستخدامها كأداة لتحديد المكونات الإضافية لبرامج التحويلات النقدية (فيما قد يتعلق بالاحتياجات الصحية أو التعليمية) أو لتحديد أولويات التنفيذ في استراتيجيات الحماية الاجتماعية الشاملة عند التقيد بميزانية محدودة. كما سلط الضوء على المسارات المؤدية إلى الخروج من الفقر، من خلال إضافة آليات الإحالة إلى إدارة الحالات وبرامج التحويلات النقدية.

 تهدف هذه الإحالات، على سبيل المثال، إلى ربط المستفيدين المناسبين إما ببرامج التعليم والتدريب التقني والمهني وبالتالي توفير الوصول بشكل مثالي إلى العمل الرسمي أو - بدلاً من ذلك - من خلال توفير تحويل الأصول وما يتصل بها من تدريب للمشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم لبدء العمل الحر للمستفيدين الذين يعيشون في مناطق ذات فرص عمل رسمية محدودة.

تم التطرق في هذه الجلسة إلى كيفية قراءة و تحليل دليل الفقر المتعدد الأبعاد، و كيفية ربط نتائجه برسم السياسات و مدى ملاءمته / فائدته للأغراض التحليلية ، و تجدون أدناه أبرز استعمالات دليل الفقر المتعدد الأبعاد في هذا الخصوص:

 1. إن دليل الفقر المتعدد الأبعاد و نتائج الفقر المادي  يكملان بعضهما البعض 

2. من أجل التنمية المستدامة، يمكن تتبع الفقر مع مرور الوقت بإحتساب دليل الفقر المتعدد الأبعاد لعدة سنوات. 

3. تحديد الموارد حسب القطاع و المنطقة. 

4. استهداف المناطق أو المجموعات أو الأسر المهمشة. 

5. تنسيق السياسات عبر القطاعات و الوحدات الديمغرافية و الإجتماعية.

6. ضبط السياسات.

7. عدم إهمال أي فقير، استهداف الأكثر فقراً، تتبع الاتجهات.

8. الشفافية هي مطلب موحد و أساسي، ليتسنى لجميع أصحاب المصلحة بالمشاركة.

تم عرض دراسة تطوير نهجين مبتكرين لتقييم تأثير الإصلاحات في نظام الحماية  الإجتماعية في المغرب على دليل الفقر المتعدد الأبعاد. الفرق بين النهجين هو آلية استهداف الأفراد المستفيدين من نظام الحماية الإجتماعية.

في النهج الأول، يحدد المستفيدون بالاختيار العشوائي من الأسر المحرومة على كل من المؤشرات الموجودة في دليل الفقر المتعدد الأبعاد.

في النهج الثاني، يحدد المستفيدون بإستخدام نموذج يعتمد على نظرية الاحتملات لتحديد الأسر التي سوف يتم تغيير حالتها من الحرمان إلى عدمها. 

يضاف على هذه الدراسة، العديد من تحاليل تعنى بفاصل الثقة والمحاكاة والتحليل التوزيعي.

وفي البلدان النامية ، تجري مسوح الأسر المعيشية المتعلقة بالدخل أو الإنفاق عادة كل ثلاث أو خمس سنوات، لكن الفترات تختلف فيما بين البلدان.  يمكن أن تختلف استبيانات مسح الأسر المعيشية كما أن مسوحا متشابهة قد لا تكون قابلة للمقارنة تماماً بسبب الاختلافات في أساليب أخذ عينات المسح. وقد أصبحت هذه المشاكل أقل انتشارا، إذ أن أساليب المسح آخذة في التحسن ، كما أنها أصبحت موحدة أكثر من ذي قبل، ولكن لا يزال تحقيق قابلية المقارنة الدقيقة أمرا صعب و لتجاوز بعض من هذه المشاكل تعمل الإسكوا على:

  • خطوط الفقر القابلة للمقارنة دولياً مفيدة للمقارنة. غير أن خط الفقر عموماً لتحليل الفقر في بلد معين يجب أن يعكس ظروفه الاقتصادية والاجتماعية، و قد يحتاج إلى تعديل أيضاً عبر الزمن ليناسب واقع مختلف، إذا كان هناك اختلاف في الأسعار أو في الحصول على السلع والخدمات. لذلك طورت الإسكوا طريقة لمعالجة هذه الفجوات. 
  • يعد النمو في الحسابات القومية (الناتج المحلي الإجمالي ، نفقات الاستهلاك الشخصي) أحد أفضل التدابير لتوقع النمو في متوسط ​​الدخل في المسوحات. ما مقدار نمو الحسابات القومية التي تنعكس في المسوحات؟ ما هي النسبة؟ عادة للبلدان المتقدمة والبلدان التي تستخدم استطلاعات الإنفاق ، يمكن أن تكون النسبة أقل بقليل من 1. أما بالنسبة للبلدان النامية و الغير المتقدمة ، فهذه النسبة أكل بكثير حيث تكون المسوحات أكثر عرضة لأخطاء القياس. طورت الإسكوا العديد من نماذج ترتكز على قواعد التجميع والانحدار لحل هذه المشكلة واحتساب النسبة لكل بلد و بذلك التنبؤ بمتوسط ​​الدخل لكل دولة في الحاضر والمستقبل.
  • أخيرًا ، وللإجابة على السؤال المتعلق بكيفية تغير توزيع الدخل من بلد إلى آخر ومع مرور الوقت ، طورت الإسكوا الأدوات اللازمة لحساب هذه التغييرات

تعمل الإسكوا حاليًا على تطوير أداة توفر إجابة على جميع الأسئلة المذكورة أعلاه وتمكن المستخدم من التنبؤ بمقاييس الفقر النقدي. سوف يستفيد مستخدم هذه الأداة بالشكل التالي:

  • فهم أفضل للمفاهيم النظرية
  • فهم أفضل للنتائج 
  • التنبؤات والتوقعات لما بعد عام 2020
  • الاختيار من بين العديد من عمليات المحاكاة

يمكن احتساب الفقر بالإعتماد فقط على البيانات المجمعة وليس هنالك حاجة للبيانات على المستوى الجزئي

أكد المنظمون أن هذه الورشة هي بداية لتعاون كبير بين جامعة الدول العربية وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والإسكوا وممثلي الدول الأعضاء للعمل معًا من أجل منطقة مزدهرة.

 

مقترحات و توصيات:

1 - المثابرة في إقامة جلسات مماثلة سنويّاً كونها تعزّز

  •  تبادل الخبرات بين دول المنطقة
  • إطلاع دول المنطقة على أوضاع و تحديات بعضها البعض و العمل على سبل حلّها
  • إطلاع دول المنطقة على الدراسات المستجدّة لدى الإسكوا


و في هذا الخصوص، أعلنت جامعة الدول العربية ومركز الفقر العربي خلال ختام الدورة أنهما سيقترحان ورشة عمل تدريبية للمتابعة العام المقبل مع الإسكوا

2 - مواكبة الإسكوا للدول المشاركة في الورشة لجهة درجة استثمارها في احتساب دليل الفقر المتعدد الأبعاد

3-  العمل على ورشة مماثلة لاحتساب الفقر المادّي

4-  دراسة إمكانية زيادة مدّة الورشة ليومين إضافيين لزيادة الوقت المخصّص للتمارين التطبيقية لتمكين المشاركين من امتلاك الخبرات الكافية لتطبيقها في بلادهم.

تفاصيل الاجتماع

عروض


أخبار ذات صلة


arrow-up icon
تقييم