أثرت جائحة كوفيد-19على المجتمعات والاقتصادات بشكل كبير فهي ليست مجرد أزمة صحية. ومع أن تأثيرها قد يختلف من بلد إلى آخر، إلا انها قد أدت بشكل عام إلى زيادة الفقر وعدم المساواة على كافة المستويات العالمية، والإقليمية، والوطنية والمحلية. ومن أجل الاستجابة الفورية للآثار الاجتماعية والاقتصادية لـكوفيد-19، فقد وضعت الأمم المتحدة إطار عمل يسلط الضوء على الحاجة إلى "تمكين الحكومات المحلية وتوسيع نطاق قدرة المدن والمجتمعات المحلية على الصمود" كعناصر أساسية للتعافي. وبناءً على ذلك، يتعاون عدد من منظمات الأمم المتحدة في تنفيذ مشروع مشترك بشأن " بناء المرونة الاقتصادية الحضرية أثناء وبعد جائحة كوفيد-19" والذي يتم تنفيذه في 16 مدينة حول العالم.
ويستند هذا المشروع على إطار عمل الأمم المتحدة ويركز على مبدأ "التعافي بشكل أفضل" من خلال تطوير تدابير لتخطيط وبناء مدن قادرة على الصمود، وتشجيع اتباع نهج يتعامل بشكل شمولي مع كافة المخاطر المختلفة، متضمنا القطاعات المتعددة وكافة أصحاب المصلحة، كما يعزز الاقتصاد الأخضر والدائري، ويعزز المساواة ويساعد الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.
يتم تنفيذ هذا المشروع في المنطقة العربية من قبل لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، وتشارك ثلاث مدن عربية في هذا المشروع وهي الإسكندرية وبيروت والكويت. وقد تم من خلال هذا المشروع تطوير أداة لتشخيص واقع المرونة الاقتصادية الحضرية، وتم استخدام هذه الأداة لقياس المرونة الحضرية الاقتصادية في كل من هذه المدن.
تهدف ورشة العمل إلى عرض أداة التشخيص والتخطيط التي تم تطويرها لهذا المشروع لتشخيص أداء المدينة من حيث المرونة الاقتصادية الحضرية وتوجيه رؤية المدينة والمساعدة في صياغة خطة التعافي. كما تهدف إلى عرض نتائج التشخيص لمدينة بيروت بناءً على البيانات الكمية والنوعية التي تم جمعها، ومناقشة أولويات التنمية المحلية الحضرية وارتباطها بنتائج تشخيص المرونة الحضرية ووضع رؤية للتعافي من أثر الجائحة.